ما رايك فيما تشاهدة او تقراة؟

الأحد، 25 أبريل 2010

كان الإمام الشافعي رحمه الله تعالى يقول : ((لو تدبَّر الناسُ هذه السورة لَكَفَتْهُم )) .






العبرة ليست في إنفاق الوقت ، بل في استثماره ، فالوقت إذا أنفقناه ضاع ، أما إذا استثمرناه ، فسينمو ، ويؤتي ثماره في مستقبل حياتنا ، وللأجيال القادمة .
إذن كيف ينفق المسلم الزمن إنفاقاً استثماريا ؟ لئلاّ تُحقَّق به الخسارة ، إنَّ هذا ما يسمى في المصطلح الحديث (إدارة الوقت)
نستنتج أن الوقت عند المسلم أغلى من المال ، ذلك أن المسلمَ يدرك أن المالَ يمكن تعويضُه، بينما الوقت لا يمكن تعويضه.

الإنسان حينما يحرق مبلغاً كبيراً من المال يُحكَم عليه بالسَّفَهِ ، ويُحْجَر على تصرفاته ، ولأنه مركَّب في أعماق الإنسان أنّ الوقت أثمنُ من المال ، بدليل أنه يبيع بيتَه الذي يسكنه ولا يملك شيًا سواه ليُجريّ بثمنه عملية جراحية ، متوهماً أنها تزيد في حياته سنوات عدة ، فالوقت عند كل إنسان أثمن من المال ، وبناءً على هذه المُسَلَّمَة فإنّ الذي يتلف وقته أشدُّ سفهاً من الذي يتلف ماله .
إدارة الوقت هي فعلُ ما ينبغي ، على الوجه الذي ينبغي ، في الوقت الذي ينبغي ، الوقت من ذهب، بل أغلى من الذهب ، بل هو لا يُقدَّر بثمن ، إنه أنت ، ويعد الوقتُ أحد أربعة موارد أساسية في مجال الأعمال ؛ المواد ، والمعلومات ، والأفراد ، ثم الوقت الذي يُعدّ أكثرها أهمية ، لأنه كلما تحكّم الفرد في وقته بمهارة وإيجابية استطاع أن يستثمره في تحقيق أقصى عائد ممكن من الموارد الأخرى ؛ إذ أنّ الفرد عندما يدير وقته بشكل فعّال ، هو في الحقيقة يدير نفسه ، وعبادته ، وعمله ، ودنياه إدارة فعّالة .
كي نكون واقعيّين ، إنْ لم يكن بالإمكان استثمار كل الوقت ... فعلى الأقل يمكن أنْ نستثمر أكبرَ قدر من الوقت .
وعلى الرغم من هذه الأهمية الكبيرة للوقت ، فإنّ أكثر العناصر والموارد هدراً ، وإنّ أقلها استثماراً ، سواء من الجماعات ، أو من الأفراد ، هو الوقت ، ويعود هذا لأسباب عدّة ، أهمّها عدم الإدراك الكافي للخسارة الكبيرة المترتبة على سوء إدارته .
الوقت مورد نادر ، لا يمكن تجميعه ، ولأنّه سريع الانقضاء ، وما مضى منه لا يرجع ، ولا يعوَّض بشيء ، كان الوقتُ أنفسَ وأثمنَ ما يملك الإنسان ، وترجع نفاسته إلى أنه وعاءٌ لكل علم ، ولكل عمل ، ولكل عبادة ، فهو في الواقع رأسُ المال الحقيقي للإنسان ، فرداً ومجتمعاً.

ومن هذا المنطلق يعدُّ الوقت أساس الحياة ، وعليه تقوم الحضارة ، فصحيح أن الوقت لا يمكن شراؤه ، ولا بيعه ، ولا تأجيره ، ولا استعارته ، ولا مضاعفته ، ولا توفيره ، ولا تصنيعه ، ولكن يمكن استثماره وتوظيفُه ، أولئك الذين لديهم الوقت لإنجاز أعمالهم ، ولديهم أيضاً الوقت لمعرفة ربهم ، وعبادته ، والتقرّب إليه ، عرفوا قيمته ، هم يستثمرون كل دقيقة من وقتهم ، ولذا فإدارة الوقت لا تنطلق إلى تغييره ، أو تعديله ، أو تطويره ، بل إلى طريقة استثماره بشكل فعّال ، ومحاولة تقليل الوقت الضائع هدراً من دون فائدة 0
يؤكد بعض العلماء منذ زمن قديم أنّ الوقت يمر بسرعة محددة وثابتة ، فكل ثانية أو دقيقة ، وكلُّ ساعة تشبه الأخرى ، وأن الوقت يسير إلى الأمام بشكل متتابع ، وأنه يتحرك نظام معين محكم ، لا يمكن إيقافه ، أو تغييره ، أو زيادته ، أو إعادة تنظيمه ، وبهذا يمضي الوقت بانتظام نحو الأمام ، دون أي تأخير أو تقديم ، ولا يمكن بأي حال من الأحوال إيقافه أو تراكمه أو إلغاؤه أو تبديله أو إحلاله ، إنه مورد محدد يملكه الجميع بالتساوي ، فعلى الرغم أن الناس لم يولدوا بقدرات أو فرص متساوية ، فإنهم جميعا يملكون الأربع والعشرين ساعة نفسها كل يوم ، والاثنين والخمسين أسبوعاً كل عام ، وهكذا فإن جميع الناس متساوون في ناحية المدة الزمنية ، سواء أكانوا من كبار الموظفين أم من صغارهم ، من أغنياء القوم أم من فقرائهم ، لذلك فالمشكلة ليست في مقدار الوقت المتوفر لكلٍّ مِن هؤلاء ، ولكن في كيفية إدارة الوقت المتوفر لديهم واستخدامه ، و هل يستخدمونه بشكل جيد ومفيد في إنجاز الأعمال المطلوبة منهم ، أو يهدرونه ، و يضيعونه في أمور قليلة الفائدة .
إدارةُ الوقت هي تحديدُ هدف ، ثم تحقيقُه ، قال تعالى :
(سورة الملك)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق