ما رايك فيما تشاهدة او تقراة؟

الاثنين، 26 أبريل 2010

معبد كو م مبو
















معبد كوم ا مبو:





معبد كو م امبو موجود في اسوان ودة فخر لينا كلنا:










لقد أنشئ هذا المعبد في عهد بطليموس السادس فيلومتور، لكن زخرفته لم تتم إلا في العصر الروماني زمن الامبراطور تيبريوس ونرى في هذا المعبد أيضًا الخواص نفسها التي نجدها في غيره من المعابد المصرية البطلمية من حيث التصميم والعمارة والزخرفة، غير أنه لهذا المعبد ميزة خاصة تمخضت عن العبادة المحلة في المكان، حيث كان الناس يعبدون إلهين محليين وهما سبك وحورس ذو رأس الصقر، وعلى الرغم من اختلاف هذين الإلهين في النشأة وفي الطابع، فقد عاشا جنبًا إلى جنب قرونًأ طويلة دون أن يمزجا أو يقرنا ببعضهما بعضًا، ومن ثم فإنه لا يوجد في هذا المعبد قدسان متجاوران للأقداس فقط بل توجد فيه كذلك على محور كل من هذين القدسين أبواب إلى جانب بعضها بعضًا، في الجدار الخارجي وفي جدران صالتي الأعمدة وما وراءهما، وتبعًا لذلك ينقسم المعبد قسمين خصص كل منهما لعبادة أحد هذين الإلهين.
وقد زينت جدران هذا المعبد بزخرفة مصرية صميمة، تمتاز بدقة صنعها وحسن انسجامها وبجمال ما فيها من التوازن بين شخصيات مناظرها وما حولها من النقوش الهيروغليفية التي تتمم هذه المناظر.
الأعمدة
أما رؤوس الأعمدة في المعبد فهي مختلفة وهذا ما كان شائعا في في عصر البطالمة، وكلها معروفة من قبل هذا العصر ولاسيما ما يعرف منها برؤوس حتحور ورؤوس النخيل ورؤوس اللوتس ورؤوس البردي، وهي رؤوس مصرية صميمة لم يرق الشك إطلاقًا إلى طرازها المصري. وأكثر رؤوس الأعمدة انتشارًا في عصر البطالمة هي رؤوس الأعمدة المركبة، التي يرى فيها البعض دون موجب ولا سبب معقول أثراً لرؤوس الأعمدة الكورنثية. أما نحن فنعتقد أنها مصرية صميمة، وثمرة النهضة الفنية التي ازدهرت في خلال العصر الصاوي ـ أي في القرنين السابع والسادس قبل الميلاد ـ وكانت تستهدف أحياء التقاليد القديمة، التي أخرجت الكثير من آيات الفن المصري. وبيان ذلك أننا نعرف أن عمودي البردي واللوتس يرجعان في أصلهما إلى القوائم البدائية، التي كان يحمل عليها السقف وتزين رؤوسها بالأزهار، لكن لما كان الفنان في العصر الصاوي يفوق بطبيعة الحال فنان الدولة القديمة في التقدم ورقة الشعور، فإنه لم يرجع القهقري إلى تلك القوائم البدائية، بل اتخذ نواة عموده من عامود البردي المزدهر (Campaniform) ذي الرأس المفتوحة، وزينة كما فعل أجداده من قبل بباقة من الزهور. غير أنه اختار الزهور من عدة أنواع بدلاً من نوع واحد، مثل اللوتس أو البردي، كما فعل فنانو الدولة القديمة.
والأنواع المتعددة المعقدة لهذه الرؤوس الجديدة لا يمكن أن تكون قد استنبطت في خلال فترة قصيرة، بل لابد من أنها كانت ثمرة تطور طبيعي طويل، لكنه من العسير بل من المحال أن نتتبع الآن أدوار هذا التطور نظرًا إلى تهدم معابد العصر الصاوي. وظهور أنواع هذه الرؤوس كاملة على عهد الأسرة الثلاثين في معبد نكتانبو الثاني، أي في أواسط القرن الرابع قبل الميلاد، يحملنا على الاعتقاد بأن تاريخ هذه الرؤوس لابد من أنه يرجع إلى عصر سابق على الأسرة الثلاثين. وإذا ما محصنا جميع الاعتبارات المختلفة وجدنا أن العصر الصاوي أنسب وقت لذلك بسبب نهضة الفنية وما ساد فيه من السلام والرخاء. وإذا كانت هذه الرؤوس في دور التكوين في خلال القرنين السابع والسادس قبل الميلاد، أي قبل ظهور العامود الكورنثي بمدة طويلة، وإذا ما تذكرنا أصل الأعمدة المصرية المزدانة بالزهور، وإذا ما عرفنا أن العناصر التي تتكون منها الرؤوس الجديدة مصرية بحت، فإنه يتضح لنا بطلان الزعم الذي يرى في الرؤوس الجديدة أثرًا للعامود الإغريقي الكورنثي. وإذا كانت ثمة علاقة بين الاثنين، فإن العكس أقرب إلى الصواب، لأن المصري كان يزين رؤوس أعمدته بالأزهار قبل عهد الإغريق بالأعمدة، كما أن الحلقات (Volutes) الجانبية في الرؤوس الكورنثية تحمل شبهًا كبيرًا للأطراف المتدلية من أوراق زهرة السوسن (Iris)، التي كانت رمز مصر العليا، وتستعمل في الزخرفة في مصر الدولة الوسطى
بجانب المعبد

اكبر علم


اكبر علم علي الصخور

الامراطورية الرومانية

نبذة عن الرومان
الرومان هم شعب ارتحل ربما من شرق
أوربا أو من آسيا ثم رحلو إلى الجزر الإيطالية ابتداء من القرن الثاني عشر قبل الميلادي وقاموا بتأسيس مدينة روما القديمة، ثم عمل هذا الشعب على تنظيم وتطوير مؤسساته السياسية والعسكرية والاجتماعية وبدأ بالتوسع التدريجي وأسس دولة سيطرت في بادئ الأمر على شبه الجزيرة الإيطالية ثم اتسعت هذه الدولة وسيطرت على معظم العالم القديم وأصبحت حدودها شاسعة امتدت من الجزر البريطانية وشواطئ أوروبا الأطلسية غرباً إلى بلاد ما بين النهرين وساحل بحر قزوين شرقاً ومن وسط أوروبا حتى شمال جبال الألب والى الصحراء الإفريقية الكبرى والبحر الأحمر جنوباً، وبذلك كانت مثالاً على مفهوم الدولة الجامعة (Universal State) ذات الطابع الاستعماري واستمرت حتى القرن الخامس الميلادي الذي فيه تمكنت القبائل الجرمانية من السيطرة على مقاطعات الدولة الرومانية عام 476 م.ii
تأسيس مدينة روما التاريخية
ليس هناك وثائق أو إثباتات تاريخية تحدد مجيء الرومان إلى شبه الجزيرة الإيطالية وتأسيسهم مدينة روما وإنما يعتمد المؤرخون على مجموعة من الأساطير والروايات التي تناقلها الأشخاص الذين درسوا التاريخ القديم على مر العصور. وتؤكد الاكتشافات الأثرية والمستندات التاريخية وقائع تأسيس القرية الصغيرة على يد الزعيم اللاتيني رومولوس Romulus سنه 753ق م وكان بالاشتراك بينه وبين اخوه ريموس Remus وقد أطلق عليها اسم روما نسبة إلى مؤسسها رومولوس ونصب نفسه ملكاً عليها كأول ملك على روما والمناطق المحيطة بها، وأسس بذلك سلسلة من الملوك، بلغ عددهم سبعة حكموا روما. وتشير الروايات إلى أن رومولوس ركز خلال تأسيس الدولة على النواحي العسكرية وقد وضع إستراتيجية تتلخص في الآتي:
السيطرة على الأراضي المحيطة بروما.
أرسى القواعد الأولى للشرائع والديانة الرومانية.
التوسع والسيطرة على الأقاليم القريبة والمجاورة.
ايام الإمبرطورية الرومانية
أسقطت ثورة الشعب الروماني الملك الطاغية تارلينيوس واعتبر الرومان عام 509 ق.م مفترقاً أساسياً في حياتهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية وأطلقوا عليه اسم عام المجد وكان ذلك بعد سلسلة من الأحداث السياسية والعسكرية التي لا تزال غامضة حتى وقتنا الحاضر، وتوصل الشعب الروماني إلى تنظيم جديد للسلطة في روما، وابتداءً من ذلك التاريخ بدأت العملية الفعلية لبناء الإمبرطورية الرومانية، فعملوا على التوسع الجغرافي حيث وضعوا نصب أعينهم هدفاً أساسيا ينحصر في التوسع الجغرافي باستخدام القوة العسكرية والسياسية والاقتصادية، ورؤوا بأن هذه الطريقة هي الأفضل لتحقيق طموحات هذه الدولة الفتية، فبدؤوا بحروب شبيهة بالغزوات القبلية المحدودة تستهدف إخضاع العشائر والعائلات المحيطة بروما وكان ذلك خلال مراحل قيام الجمهورية الأولى التي قامت بتأسيس الإمبراطورية الرومانية، ثم بدأت مرحلة قيام الجمهورية الثانية التي شهدت تحول الدولة الصاعدة من قوة لاتينية داخل شبه الجزيرة الإيطالية إلى قوة عسكرية عالمية تتأثر بمايجري وتؤثر على في مركز العالم القديم (حوض البحر الأبيض المتوسط) وفي هذه المرحلة انتهت حروب روما داخل شبه الجزيرة الإيطالية، وبدأت حروب الرومان مع
الفينيقيين (القرطاجيين) التي كانت مدينة قرطاجة الكائنة في شمال أفريقيا عاصمة لهم، وقد سميت هذه الحروب بالحروب البونيقية Punic Wars.
الصراع الروماني الفينيقي (الحروب البونيقية)
بدأ الصراع الروماني - القرطاجي كصراع تجاري ثم أخذ أبعاداً عسكرية وكان أول احتكاك بين الطرفين عندما احتل الرومان جزيرة صقلية عام 264 ق.م واعتبر القرطاجيون هذا الغزو مساساً مباشراً بمصالحهم الاقتصادية والسياسية، وهذه الواقعة كانت البداية الأولى للحرب بين الرومان والقرطاجيين التي استمرت إلى عام 241 ق.م.
وفي الحروب البونية خاض الطرفان سلسلة من المعارك البرية والبحرية حسم بعضها وبقي الآخر دون نتائج حاسمة ولكن كان غالبية حسم المعارك للرومان وخصوصاً المعارك البرية أما المعارك البحرية فكانت غالباً نتائجها للقرطاجيين حيث كانت معظم قواتهم بحرية بخلاف الرومان الذين كانت قواتهم برية.
وقد حقق الرومان أول نصر عندما أخرجوا القرطاجيين من صقلية عام 241 ق.م، ثم تلا ذلك أن تمكن القائد الروماني مختاريوس ماركوس ديغولوس من هزيمة الأسطول القرطاجي عام 256 ق.م وكانت هذه المعركة أول معركة بحرية يخوضها الجيش الروماني، ولكن القرطاجيين لم يستكينوا للرومان وقرر قائدهم في هذه الحقبة من الزمن
هانيبال الاستمرار في مدّ رقعة السيطرة القرطاجية على الساحل الإسباني وقد وصلوا إلى مرسليا عاقدين العزم على غزو الأراضي الإيطالية من الجهة الشمالية الغربية. وبدأ القرطاجيون حملتهم الجديدة على الرومان، ومن هنا بدأ ميزان القوى يميل ضد روما فبعد أكثر من عشر سنوات من الحروب المستمرة مع أعداء مختلفين على جميع الإتجاهات لشبه الجزيرة الإيطالية قويت حملة هانيبال المدروسة والمعد لها جيداً وأصبحت مثل رأس الحربة في وجه الطموحات الرومانية، خصوصاً أن هذه الحملة قد ظهرت مع ظهور عدد من الأطراف المعادية للرومان وأصبحت الدولة الرومانية في خوف من التحالفات التي قد تهدد وجود دولتهم.
انتصارات هانيبال
تمكن
هانيبال من تحقيق سلسلة من الانتصارات للقرطاجيين على الرومان تتمثل في:
الانتصار على الجيش الروماني في معركة كاني CANNAE.
الاستيلاء على مدينة ساعونتوم حليفة روما.
قطع نهر تريبيا.
وقد سبق تلك الفترة تحالف بين الملك المقدوني فيليب الخامس وهانيبال ضد الرومان، وزاد الطينة بلة انفصال سيراكوز في صقلية عن السلطة المركزية في روما ومن هنا أصبحت روما على حافة الهزيمة
هزيمة هانيبال
تعددت أسباب الهزائم القرطاجية ومنها:
قدرة القادة الرومان على مواجهة المصاعب بهدوء ورباطة جأش.
الاستفادة من الدروس العسكرية القتالية المتتابعة بأسرع وقت.
بقاء معظم حلفاء روما اللاتينيين إلى جانبها في أوقات الأزمات.
عدم وصول المساعدات والإمدادات إلى قوات هانيبال من قرطاجة.
كانت الحكومة القرطاجية تعاني من الإنقسامات والفساد مما أدى إلى عدم مساندة الحملة الهانيبالية.
كان القسم الأكبر من جيش (هانيبال) من الخيالة، وكان هذا السلاح فعالاً في العمليات القتالية المتحركة والسريعة، ولكنه غير ملائم لعمليات الحصار واحتلال الأراضي.
وهذه المواقف والمؤثرات استغلها الرومان فأعادوا تنظيم جيوشهم ونشرها على مختلف الجبهات وقاموا بسلسلة من الحملات التي أدت إلى استعادة كل من مدينتي سيراكوز وكابي، وقرر الرومان فتح جبهة في أسبانيا لمحاصرة قوات هانيبال ومنع التعزيزات من الوصول إليها.
وقد ألحقت القوات الرومانية هزيمة بالقوات القرطاجية في معركة إيليبا Ilipa في إسبانيا وفي هذه الأثناء تراجع الملك المقدوني فيليب الخامس عن التحالف مع هانيبال فسعى الرومان إلى مصالحته.
وقد قاد القائد الروماني مختاريوس سيبيو جيشاً قوامه 25 ألف رجل من المشاة المدعمين بالخيالة وقطع به البحر الأبيض المتوسط متجهاً إلى قرطاجة، وأصر القرطاجيون على استدعاء هانيبال من إسبانيا لقيادة الجيوش القرطاجية، والتقى الجيشان في معركة زاما التي هزم فيها القرطاجيون. بعد هذه الهزيمة عقدت معاهدة اتفق فيها الطرفان على أن :
يدفع القرطاجيون الجزية خمسين عاماً.
تخفيض سفن القرطاجيين إلى عشر سفن.
عدم شن أي حرب خارج أفريقيا إلا بموافقة روما.
كان من نتائج الانتصار الروماني السيطرة الرومانية على الساحل الإسباني الشرقي والجنوبي وتم تقسيم
إسبانيا إلى مقاطعتين تحت اسم إسبانيا القريبة وإسبانيا البعيدة.
عصر التوسع الروماني


إثر الانتهاء من درء الخطر القرطاجي اتجهت أنظار الرومان شرقاً وأصبحوا يفكرون في الاستيلاء على مملكة مقدونيا وبالفعل أعلنوا عليها الحرب وكان لهم أهداف تتمثل في :
الحد أو القضاء على النفوذ المقدوني في الشرق.
السيطرة على الجزر الواقعة في شرق حوض البحر الأبيض المتوسط نظراً لأهميتها البالغة على صعيد الملاحة والتجارة.
الوصول إلى أراضي المملكة السلوقية التي كانت تسيطر على أجزاء من آسيا الصغرى وشمال سوريا.
شن الرومان سلسلة من المعارك التي انتهت باحتلال كامل للأراضي المقدونية في الشرق وتم السيطرة على بلاد الإغريق اليونان، وبنهاية هذه الحروب أتسعت حدود الجمهورية الرومانية من إسبانيا غرباً إلى السواحل الغربية لآسيا الصغرى شرقاً، بالإضافة إلى الأراضي القرطاجية في شمال أفريقيا، وقسمت هذه الأراضي الشاسعة إلى سبع مقاطعات مرتبطة بالحكومة المركزية في روما.
وبعد هذه الإنتصارات أصبحت الدولة الرومانية دولة عظمى يصعب قهرها وتتحكم بمقدرات العالم القديم الغربي والشرقي، وفي هذه المرحلة بدأ التاريخ الروماني يضج بأسماء القادة والزعماء المنتصرين وتحولوا إلى طبقة حاكمة تؤثر على مجرى الأحداث في روما وخارجها، وبعد فترة الراحة التي تلت الحرب كانت مقدمة لمرحلة جديدة من الفتوحات الرومانية الواسعة، وبدأت عملية التوسع بالتوجه نحو فرض النظام الإمبراطوري وتم ذلك على فترتين:
الإمبراطورية الأولى: دخلت الدولة الرومانية المرحلة الجديدة والحاسمة من تاريخها، وهي المرحلة الإمبراطورية، بعد أن أصبح القائد أوكتافيان أول
إمبراطور على روما واستمر حكمه حوالي 40 عاماً وتم خلالها بسط السيطرة على مصر بعد هزيمة كليوباترا في موقعة أكتيوم البحرية، وماتبقى من بلاد الغال فرنسا، وحاول غزو جرمانيا الداخلية فانهزم في موقعة تيوتبيرج وأبيدت الكتائب الرومانية بالكامل وكان عددها خمسة وعشرين ألف مقاتل ورجع القائد فاروس إلى روما مهزوما. وأسس أوكتافيان السلالة الإمبراطورية التي عرفت باسم السلالة الجوليانية نسبة إلى عمه يوليوس قيصر.
الإمبراطورية الثانية: في هذه الفترة بدأت الديانة المسيحية بالإنتشار في الأرجاء الشرقية للإمبراطورية، إلا أن الديانة الرسمية للإمبراطورية كانت وثنية تعود في أصولها إلى الديانة الإغريقية.
نكبة الدولة الرومانية وانحطاطها
بدأ العد العكسي في حياة الدولة الرومانية اعتباراً من عام 235 م فقد شهد ذلك العام ازدياداً خطيراً في الاضطرابات السياسية والاجتماعية وتصاعدت فيه الهجمات الخارجية وخصوصاً من القبائل الجرمانية وعودة نفوذ الإمبراطورية الفارسية في الشرق التي انتزعت أرمينيا من يد الرومان وسيطرت على أراضي ما بين النهرين وزحف الجيش الفارسي واجتاح إنطاكية وسوريا ولم يستطع الرومان صدّه حتى جاء الإمبراطور
ديوكلتيانوس DIOCLETIAN الذي يعتبر مؤسس الإمبراطورية الثالثة وتمكن من إعادة الحكم بحيث يسند إلى أربعة أشخاص يتقاسمون السلطة وهو النظام الذي عرف باسم الحكم الرباعي وقد استمر العمل بهذا النظام حتى عام 305 م ثم تبع ذلك صراع على السلطة استمر طيلة الفترة من 306 إلى 313 م إلى أن جاء إلى العرش الإمبراطور قسطنطين الذي اعتبر حكمه نقطة تحول أساسية في مسار الإمبراطورية الرومانية.
تقسيم الامبراطوريه الرومانيه
خلال القرون الثاني والثالث، حدثت ثلاث أزمات معا وهددت بانهيار الامبراطوريه الرومانيه : الغزوات الخارجية، والحروب الأهلية الداخلية، وضعف الاقتصاد. وفي غضون ذلك، أصبحت مدينة روما اقل اهمية بوصفها المركز الإداري للامبراطوريه الرومانيه. ازمة القرن الثالث أظهرت عيوب النظام المتجانس للحكومة الذي انشأة
أوغسطس لإدارة الامبراطوريه الرومانيه. ادخل خلفاؤه بعض التعديلات، ولكن الأحداث وضحت ان نظام عالمي جديد موحد أكثر مركزية هو النظام المطلوب.
تقسيم الامبراطوريه بدأ في أواخر القرن الثالث من قبل
ديوكلتيانوس في 286، كانت تهدف إلى السيطرة بكفاءه على الامبراطوريه الرومانيه الإمبراطورية الرومانية الغربية (Western Roman Empire) يشير إلى النصف الغربي من الامبراطوريه الرومانيه، النصف الآخر من الامبراطوريه الرومانيه أصبح يعرف باسم الامبراطوريه الرومانيه الشرقية، واليوم تعرف على نطاق واسع باعتبارها الامبراطوريه البيزنطيه
قسم ثيودوسيوس الأول (يطلق عليه أيضا اسم "العظيم") الامبراطوريه الرومانيه لولديه آركاديوس إلى الامبراطوريه الرومانيه الشرقية مع عاصمة بلاده في القسطنطينيه وهونوريوس في الامبراطوريه الغربية مع عاصمة بلاده في ميلانو.
عهد قسطنطين

الإمبراطور قسطنطين
خلال الصراع على السلطة شهدت الدولة الرومانية فوضى لم يسبق لها مثيل حيث كان التنافس على زمام الإمبراطورية بين سبعة رجال وهم ماكسيميان وغاليريوس ومكسنتيوس ومكسيمينيوس دايا وليسينيوس وقسطنطين بالإضافة إلى دوميتيوس ألكسندر الذي أعلن انفصاله في أفريقيا، وبدأ الجميع بالإنهيار ولم يبق سوى ليسينيوس الذي كان يسيطر على المناطق الشرقية وقسطنطين الذي كان قد قوي وسيطر على المناطق الغربية، وقد توصل الإثنان إلى اتفاق على التعايش والإعتراف لكل من الآخر بسلطته وسيطرته على المناطق التي يحكمها، واستمرت هذه الهدنة حوالي عشر سنوات، وفي عام 324 م وقع صدام بين الرجلين في معركة أدريانويل التي انتصر فيها قسطنطين وبهذا الانتصار قامت قوات قسطنطين بمطاردة قوات ليسينيوس في آسيا الصغرى وتمكن قسطنطين من اعتقال خصمه وإعدامه وأصبح قسطنطين هو الإمبراطور الوحيد في روما.لقد ساهم قسطنطين بتوفير الحرية للمسيحيين في روما وقد اتخذ بعض الإجراءات التي تهم الدولة منها:
إعادة النظام إلى الدولة.
إدخال الإصلاحات التي رآها ضرورية.
اعتناقه الديانة المسيحية واعتبارها الديانة الرسمية للدولة الرومانية.
إنشاء عاصمة جديدة لدولته في منطقة بيزنطيوم على ضفاف البوسفور وسماها nueva roma أي روما الجديدة وقد عرفت فيما بعد باسم القسطنطينية.

حكم من نور

حكم من نور....
ببعض الحكم التي احب ان اقرأها دائما كي تعطيني الحافز على العمل والنجاح والتواضع والصبر..1-تعلمت ان التنافس مع الذات هو افضل التنافس في العالم، وكلما تنافس الانسان مع نفسه كلما تطور بحيث لا يكون اليوم كما كان بالامس ، ولا يكون غدا كما كان اليوم..2- تعلمت ان الانسان لا يستطيع ان يتطور اذا لم يجرب شيئا غير معتاد عليه..3- تعلمت ان الحظ في الحياة هو نقطة الالتقاء بين بين التحضير الجيد والفرص التي تمر..4- تعلمت ان هناك اناسا يسبحون في اتجاه السفينة وهناك اناس يضيعون وقتهم في انتظارها..5- تعلمت انه من اكثر الاسلحة الفعالة التي يملكها الانسان هي الوقت والصبر..6-تعلمت ان من لا يعمل لا يخطىء..7- تعلمت ان قاموس النجاح لا يحتوي على كلمتي "اذا" و"لكن".8- تعلمت ان الشجرة المثمرة هي التي يهاجمها الناس..9- تعلمت ان الابتسامة لا تكلف شيئا.. ولكنها تعني الكثير..10- تعلمت ان الامس هو شيك تم سحبه..والغد هو شيك مؤجل. اما الحاضر فهو السيولة الوحيدة المتوفرة..لذا علينا ان نصرفه بحكمة..شكرا لكم..

تارخ الاسكندرية(الرومانية)

تاريخ الإســكندرية

الإسكندرية، العاصمة الثانية لمصر وأكبر مدنها بعد العاصمة القاهرة. عدد سكانها تقريباً 3,341,000 هي أكبر ميناء في مصر، مثل القاهرة فالإسكندرية محافظة مدينة، أي أنها محافظة تشغل كامل مساحتها مدينة واحدة، وفي نفس الوقت مدينة كبيرة تشكل محافظة بذاتها
******************


الأحياء
* وسط الإسكندرية (566500 نسمة(
* شرق الإسكندرية (933600 نسمة )
* غرب الإسكندرية (475300 نسمة(
* المنتزه 942100) نسمة )
* الجمرك (186900 نسمة )
* العامرية (457800 نسمة )
* برج العرب (186900 نسمة )
مدينة برج العرب الجديدة (7600 نسمة )



تاريخ الإسكندرية
عند بداية القرن الرابع قبل الميلاد، لم يكن هناك شئ سوى رمال بيضاء وبحر واسع وجزيرة ممتدة أمام الساحل الرئيسي تدعى "فاروس"، بها ميناء عتيق.. وعلى الشاطئ الرئيسي قرية صغيرة تدعى "راقودة" يحيط بها قرى صغيرة أخرى تنتشر كذلك ما بين البحر وبحيرة مريوط، يقول عنها علماء الآثار أنها ربما كانت تعتبر موقع إستراتيجي لطرد الأقوام التى قد تهجم من حين إلى آخر من الناحية الغربية لوادي النيل أو لربما كانت "راقودة" مجرد قرية صغيرة تعتمد على الصيد ليس إلا..

هذا هو وصف المكان لما هو معروف الآن بمدينة الإسكندرية التي كانت بلا منازع ولقرون طويلة مركز الفكر فى العالم القديم.. إذن فما هو الحدث الذي حول تلك الرمال إلى أشهر مدينة على البحر المتوسط وبالتحديد عند ما يعرف الآن ببلاد اليونان حيث كانت وقتها مجرد مدن إغريقية متفرقة وقوية.. وفى مقابل قوتهم كانت هناك بلاد الفرس التى كانت تحتل ما هو معروف الآن بالعراق والشام وفلسطين ومصر. وحاولت أساطيل الفرس غزو الجزر اليونانية مما جعل ممالكهم تشعر بضرورة التوحد لمواجهة الخطر الفارسى فبرز فيليب، ملك مقدونيا خلال القرن الرابع قبل الميلاد فوحد تلك المدن اليونانية ثم قام بمحاولة عبور آسيا الصغرى (تركيا الآن) لمواجهة الفرس غير انه توفى ليكمل المسيرة ابنه الإسكندر فى عام 336 ق م وهو ما يزال فى العشرين من عمره.. فزحف ليفتح آسيا الصغرى ثم الشام ثم فلسطين إلى أن وصل إلى مصر بعد هزائم ساحقة للفرس.. وفى مصر(عام 332 ق م) استقبله المصريون بالترحاب نظراً للقسوة التى كانوا يعاملون بها تحت الاحتلال الفارسى..وبعد أن زار مدينة منف (الآن جنوب الجيزة) تم تتويجه ملكاً على مصر، قام بزيارة معبد آمون بواحة سيوة حيث
أجرى الكهنة طقوس التبنى ليصبح الإسكندر ابناً لآمون .. وفى طريقه إلى سيوة، أعجبته تلك الأرض الممتدة بين البحر المتوسط وبحيرة مريوط وتلك الجزيرة الممتدة أمام الشاطئ فأمر ببناء مدينة هناك لتكون نقطة وصل بين مصر واليونان.. وبعد بضعة شهور، ترك الإسكندر مصر متجهاً نحو الشرق ليكمل باقى فتحاته.. ففتح بلاد فارس (إيران) ليصبح الإسكندر هو حاكم كل الإمبراطورية الفارسية بلا منازع حيث أخذ لقب "سيد آسيا" ولكن طموح الملك الشاب لم يتوقف بل سار بجيشه حتى وصل إلى الهند وأواسط آسيا .. وبينما كان الإسكندر عند منطقة الخليج الفارسى(العربى) فاجأه المرض الذى لم يدم طويلاً حيث داهمه الموت بعد عشرة أيام وهو لم يتجاوز ال33 من العمر ليتم نقل جثمانه إلى مصر ليدفن فى الإسكندرية والتى لم يحالفه الحظ لرؤيتها مرة أخرى..
****************************************
تخطيط المدينة
بعد أن أمر الإسكندر ببناء المدينة، وكل مهندسه المعماري "دينوكراتس" لتصميم وتنفيذ المدينة الجديدة والتي شهدت عملية بناء وتطوير كبير بعد موته وطوال فترة حكم البطالمة..حيث تم وصل المنطقة المائية ما بين جزيرة الفاروز والمدينة.. وقد بدا هذا الردم كخط طويل ضيق، اتسع بمرور الزمن ليكون تلك الأرض المعروفة الآن منطقة "المنشية"!! كما تم بناء سور للمدينة ، له بوابتان: بوابة شرقية ، أطلق عليها "بوابة الشمس" وبوابة غربية ، أطلق عليها "بوابة القمر".. كما تم بناء شارعين رئيسيين أحدهم عامودى على الآخر ، أحدهم ما هو معروف الآن بشارع "النبى دانيال" (شارع سوما فى العهد الإغريقى)!! كذلك فقد تم ربط الإسكندرية بنهر النيل عن طريق حفر قناة من فرع النيل الذى كان يمتد حتى أبى قير والمعروف بـ"كانوبس" (الآن جاف)..حيث كان للنيل عدة فروع بجانب فرعى رشيد ودمياط..على أن أهم ما تم بناءه فى الإسكندرية كان المكتبة الشهيرة التى كانت مصدر جذب لجميع طلبة العلم فى العالم بأسره ومنارة الإسكندرية التى كانت من عجائب الدنيا السبع..
*********************************************

بعد موت الإسكندر: البطالمة يحكمون
لم يحالف الحظ الإسكندر لرؤية ولو مبنى واحد من المدينة التى أمر ببنائها حيث عاد إليها بعد موته ليدفن جثمانه بها..وحيث انه لم يكن له ابن شرعى، فقد تم تجزئة إمبراطوريته بين ثلاث من قواد جيشه وكانت مصر من نصيب أمهرهم وهو: "بطليموس"، والذى حكمت أسرته مصر طيلة الثلاث قرون التالية.. ورغم كونه غير مصرى(مقدونى المولد) إلا انه شهد ميلاد المدينة الجديدة والتى أرادها أن تصبح عاصمة ثقافية وفكرية للعالم أجمع وفى عهده (من 323 ق م إلى 304 ق م) اتسعت مملكته لتشمل ليبيا وفلسطين وقبرص بجانب مصر. ومنذ عهده أصبحت الإسكندرية هى عاصمة مصر.. وانتعشت المدينة فى عهد بطليموس الثاني الذى كان شغوفاً بالعلم والمعرفة فأقام مكتبة الإسكندرية الشهيرة وجمع كل الكتب من اليونان وسورية وبابل وبلاد فارس والهند..اشتراها بماله الخاص ووضعها فى المكتبة ويأتى الطلبة من جميع أنحاء العالم ليتعلموا أمور العلم والرياضيات والفلسفة و.. فى الإسكندرية.. كذلك قرر أن تتم ترجمة التوراة إلى اليونانية. وبناء على طلبه، أختار الكاهن الأكبر لمعبد القدس 72 من كبار اليهود وأرسلهم إلى الإسكندرية ، ليقوموا بشرح التوراة للمترجمين فأتموا ترجمة الكتب الخمسة المنسوبة إلى موسى عليه السلام وأصبحت هذه الترجمة للتوراة معروفة بـ"النص السبعيني". ولم تكن الإسكندرية في ذلك العصر معروفة فقط بأنها عاصمة العلم والمعرفة بل كانت أيضاً معروفة بأنها أكبر مكان لتجمع اليهود على مستوى العالم. حيث كان لانتعاش ونمو
المدينة أثر في زيادة الهجرات اليهودية للمدينة..وكان جيش البطالمة يضم بعض الجنود المرتزقة الذين كان منهم اليهود والذين سكنوا مصر وبالتحديد فى الإسكندرية . كذلك فقد
اشترى بطليموس الثانى الكثير من العبيد اليهود ثم أطلق سراحهم وسمح لهم بالسكن فى الإسكندرية. والحقيقة أن يهود الإسكندرية فى ذلك العصر قد شاركوا فى نمو المدينة فكرياً فظهر منهم الكثير من الفلاسفة و العلماء.

غير أن البطالمة كانوا حريصين على تقسيم المدينة إلى ثلاث أحياء أو أقسام:
يوناني (حي بروشوم).
مصري (حي راكوتيس والمعروف الآن بكوم الدكة
يهودي (في المنطقة الشرقية من المدينة(
مما كان له من أثر سلبي في ظهور بعض الاضطرابات منذ عهد بطليموس الرابع (221-204 ق م) الذي خاض حروباً في فلسطين أدت فى النهاية لضياع الشام من قبضة مصر مما كان له من أثر سلبي على يهودي الإسكندرية الذين أظهروا كثير من التمرد والعنف طيلة الثلاثون عاماً التالية ومن وقت لآخر حتى سقوط البطالمة. وبصفة عامة كان للبطالمة الجانب المضيء والسلبي أمرهم كأمر أي شئ في العالم: فالنهضة العلمية والفكرية..المكتبة..منارة الإسكندرية ..القصر الملكي ..المعابد وعلى رأسها معبد سيرابيس..ووصل جزيرة فاروز بالشاطئ الرئيسي (ما يعرف بالمنشية حالياً) الذي لم يتح فقط سهولة الانتقال للجزيرة بل سمح كذلك بوجود ميناءين للمدينة (ميناء شرقى وغربى).. كذلك التزام البطالمة بالتقاليد والعقائد المصرية حيث مزجوا بين المعبودات المصرية القديمة واليونانية، فقد اعتمدوا بصفة عامة على ولاء الشعب المصري وحكموا كمصريين.. وعلى الجانب الآخر، كانت معاناة المصري البسيط من سوء الأحوال الاقتصادية بسبب الضرائب المرتفعة..كذلك كان اليونان يمثلون الطبقة العليا في مصر رغم أن الجهاز الإداري ظل في أيدي المصريين.. فضلاً عن أن القصر الملكى قد كثير من الفضائح العائلية من قتل وسرقة للعرش وغيرها.. غير أن العصر الذهبي للإسكندرية كان وبحق من نصيب أول ثلاث حكام بطالمة..

***********************************************

نهاية حكم البطالمة
وبسبب كثير من الصراعات على الحكم داخل الأسرة البطلمية في أواخر عهدها، بدأت روما (القوة الصاعدة الجديدة في ذلك الوقت) في السيطرة على مصر حتى أصبحت مصر في النهاية تحت الوصاية الرومانية منذ عام 80 ق م.. وفى عام 48 ق م، استعانت كليوباترا بالقائد الروماني يوليوس قيصر للتخلص من أخيها بسبب صراعهم على الحكم..فدخل بجيشه الإسكندرية للقضاء على أخيها و بعد عدة معارك انتصر قيصر وتم قتل أخيها..وبذلك استطاعت كليوباترا الانفراد بحكم مصر!! وعلى أحد آراء بعض المؤرخين فقد تم حرق مكتبة الإسكندرية الشهيرة في ذلك الوقت في صراع يوليوس قيصر مع بطليموس الثالث عشر(أخو كليوباترا)..قد دخلت كليوباترا في علاقة حب أولاً مع يوليوس قيصر(الذي قتل في عام 44 ق م) ثم في علاقة حب أخرى مع القائد الروماني مارك أنتونى، الذي بسببه أقحمت كليوباترا مصر في حرب مع منافسه أوكتافيوس (أغسطس) تلك الحرب التي انتهت بهزيمة الأسطول المصري ومقتل مارك انتونى ثم انتحار كليوباترا ثم أخيراً سقطت 0


مصر كمقاطعة رومانية في عام 30 ق م.

مصر ولاية رومانية (30 ق م – 631 ) رغم أن البطالمة لم يكونوا من المصريين إلا انهم حكموا كمصريين- فراعنة- وشهدت الإسكندرية في عهدهم ميلادها الحقيقي و ازدهارها الأول وكانت عاصمة لمصر لأكثر من ثلاثة قرون ، إلا أن الرومان حولوا مصر من دولة مستقلة ذات سيادة إلى مجرد ولاية تابعة للإمبراطورية الوليدة –روما- فلم يقدموا الكثير ليحظوا باحترام أو تقدير المصريين! فقد حظى عهدهم بكثير من الأحداث والصراعات .. بدأ حكمهم بإلغاء مجلس المدينة في الإسكندرية العاصمة (ما يعرف بالبرلمان حالياً) مما أثار الاحتجاج والغضب، كذلك تم نزع جميع القوى عن الأسرة البطلمية مما أدى إلى ظهور طبقة من الأثرياء النبلاء بلا عمل! كما زادت الضرائب وكأنها نوع من "العقاب" الجماعي وكان القمح يزرع فى مصر ويشحن من الإسكندرية إلى روما ليطعم أهلها! مما جعل لمصر أهمية خاصة..

وخوفاً من الطبيعة المتمردة الثائرة التي وصف بها أهل الإسكندرية في تلك الحقبة وكذلك ذكرى نهاية كليوباترا ومارك أنتونى في المدينة وسقوط مصر وما صاحب تلك الفترة من توتر ، فقد فكر الإمبراطور الروماني أغسطس في بناء مدينة جديدة شرق الإسكندرية مباشرة والتي عرفت فيما بعد بـ" نيكوبوليس" Nicopolis والتي أصبحت - بأتساع المدينة- جزء من الإسكندرية والمعروفة الآن بمنطقة "الرمل"! ثم تم فيما بعد بناء مكتبة كبيرة بها "كازيروم"Caesarium، حاول الرومان بها جذب العلماء و المفكرين.. وقد ظلت الإسكندرية أكبر مدينة فى الإمبراطورية الرومانية الواسعة بعد روما العاصمة.. كذلك تم تجديد وإعادة حفر القناة القديمة التي كانت تربط نهر النيل والبحر الأحمر لخدمة التجارة.. وكذلك فقد أعطى الرومان لليهود فى الإسكندرية-والذين كانوا يمثلون جزء أساسي من التركيبة السكانية للمدينة- حريات كثيرة وسمح لهم بإدارة شئونهم الخاصة..غير أن كل ذلك لم يوقف حركات التمرد والتوتر فى المدينة والتي وصف أحد الكتاب القدماء أهلها بأنهم "الأكثر رغبة فى الثورة والقتال من أي قوم آخر"!! فمن تمرد اليهود فى عام 116 م ..و التوتر المتواصل بين اليهود واليونان على مسائل قديمة..فضلاً عن احتجاج السكندريون بصفة عامة على الحكم الروماني، والذي أدى في عام 215 م وعلى إثر زيارة الإمبراطور الروماني إلى الإسكندرية إلى قتل ما يزيد عن عشرين ألف سكندري بسبب قصيدة هجاء قيلت في الرجل!!
غير أن من أهم أسباب الاضطراب هو أن العالم قد شهد أحد أهم الأحداث فى التاريخ وهو ميلاد الديانة الجديدة..النصرانية..والتي تزامنت مع بداية الحكم الروماني فى مصر..وحيث أن الديانة الجديدة بدأت تجذب الكثير من المصريين نظراً لما تدعو إليه من خير للبشرية جمعاء ، فقد بدأ عصر جديد من الاضطهاد فقتل القديس مرقص فى الإسكندرية عام 62 م وهو الذي أدخل الديانة الجديدة إلى مصر وكلما زاد عدد المؤمنين زاد الاضطهاد..حيث كانت روما تريد فرض عبادة الإمبراطور وكذلك العبادات الوثنية على المصريين! ومن الصعب أن نقدر على وجه التحقيق أعداد أولئك الذين استشهدوا من جراء موقفهم المناوئ للرومان في سبيل دينهم ولا شك أن أعدادهم كانت بالآلاف (يقول بعض المؤرخين أن عدد الشهداء وصل إلى 144000 شهيد خلال تسعة أعوام) حتى أن الكنيسة القبطية أطلقت على هذا العصر "عصر الشهداء" واتخذتها بداية للتقويم القبطي المعروف بتقويم الشهداء تخليداً لذكراهم وجهادهم في سبيل إيمانهم و يبدأ التقويم في سنة 284 م.. وبسبب هذا الاضطهاد الديني المريع والظلم البين لجأ البعض إلى الفرار بدينهم إلى الصحراء بقصد التعبد والتنسك ومن هنا قام نظام الرهبنة الذي هو في الأصل مصري صميم تعلمه العالم من مصر.

الإسكندرية تشهد صراعات جديدة
ورغم أن الدنيا قد تغيرت وبدلت الدنيا ثوبها القديم وتحولت ديانة الإمبراطورية الرومانية من الوثنية إلى الديانة المسيحية على يد الإمبراطور قنسطنطين الكبير (306-337 م) حينما أصدر مرسوم ميلان سنة 313 الذي أعترف فيه بالمسيحية كديانة رسمية للإمبراطورية الرومانية والذي أضاف للإسكندرية أهمية جديدة وفريدة حيث أصبحت الإسكندرية مركز لعلم اللاهوت المسيحي وأصبحت كنيستها تمتلك قوة دينية وروحانية عالية.. إلا انه رغم ذلك لم تتحسن الأحوال في الإسكندرية حيث ظهر نزاع مذهبي بين رجلين من رجال اللاهوت (رجال الدين المسيحي) في الإسكندرية وهما: آريوس وأثناسيوس حول طبيعة السيد المسيح (إلهية أم بشرية) وقد انتقل هذا النزاع الديني من الإسكندرية إلى غيرها من أقاليم الإمبراطورية ، فأراد الإمبراطور قنسطنطين الكبير وضع حد لهذا النزاع في مرحلته المبكرة فدعا إلى عقد مجمع ديني في مدينة نيقية سنة 325 م لإرساء قواعد الإيمان والتي انتهت بتبني آراء اثناسيوس غير أن النزاع لم ينتهي فبعد موت الإمبراطور خلفه ابنه الذي كان يتبنى الرأي المخالف) رأى آريوس) فأمر بالقبض على الأول في الإسكندرية ثم تبع ذلك بإجراءات عنيفة لإرغام الناس على اتباع مذهب آريوس بتعذيبهم أو قتلهم أو نفيهم!

ورغم ذلك فقد اكتسبت المسيحية قوة كبيرة رغم كل تلك النزاعات المذهبية وذلك في مواجهة ديانة باقي المصريين من الوثنيين وخاصة في عهد الإمبراطور ثيؤدوسيوس الكبير (378-395 م) الذي أصدر مرسوماً ببطلان العبادات الوثنية ومنع تقديم القرابين وإحراق البخور وممارسة الكهانة ومعرفة الغيب و...الخ . ولكن الأساقفة في مصر ذهبوا إلى أبعد من ذلك فقد عقد بطريرك الإسكندرية ثيوفيلوس (385-412 م) عزمه على تنفيذ المرسوم الإمبراطوري بدقة وحزم وقد عاونه اتباعه وقوات الإمبراطور..فتم تدمير -في الإسكندرية- معبد ديونيسوس وشن هجوماً على معبد الاكربول الشهير فر على إثره الوثنيون بزعامة الفيلسوف أوليمبيوس كذلك تم تحويل بعض المعابد الوثنية إلى كنائس مثل معبد سرابيوم المقام للإله سيرابيس وذلك فى عام 391 م حيث شيدت على أطلاله كنيستان..ذلك المعبد الذي قيل أن مكتبة الإسكندرية الشهيرة كانت ملحقة به ، مما جعل بعض المؤرخين يقولون إن حرق المكتبة تم على يد بطريرك الإسكندرية فى ذلك الوقت(قال بهذا المؤرخ الشهير إدوارد جيبون في كتابه الشهير Rise & Fall of the Roman Empire) ولكننا لا نستطيع إثبات ما إذا كانت مكتبة الإسكندرية أصلاً قد ظلت قائمة عندما تم تدمير المعبد أم لا لأنه على قول مؤرخين آخرين فان المكتبة قد تم تدميرها على يد يوليوس قيصر. فضلاً عن أن عمرها المفترض أن يكون قد تجاوز الستمائة سنة فهل كانت مازالت قائمة عند تدمير المعبد؟!! وتبقى الحقيقة مجهولة. وأياً كان فعلى الرغم من المرسوم الخاص ببطلان العبادات الوثنية وما صاحبة من أعمال هدم لرموز الوثنية إلا أن الوثنية لم تلفظ أنفاسها وإن كان أنصارها قد استمروا في ممارسة عباداتهم في سرية تامة. وفى مارس سنة 415 م تم القبض على هيباتيا التي لم تكن معروفة في الإسكندرية فحسب بل كانت لها شهرة واسعة في الشرق كله حيث درست الرياضيات والفلسفة وقد اتهمها الرهبان الثائرون بالسحر والوثنية وتم قتلها وبنهاية القرن الخامس الميلادي تم القضاء على الوثنية تماماً حيث كانت جزيرة فيلة في أقاصي الجنوب هي آخر معقل لهم حيث أرسل الإمبراطور قوة من الجيش وتم تحطيم معبدهم الخاص بإيزيس..






دخول الفرس
كانت الإمبراطورية الرومانية قد انقسمت إلى إمبراطوريتين شرقية(وعاصمتها بيزنطة) وغربية (وعاصمتها روما)..وكانت الإمبراطورية البيزنطية قد وصلت إلى حالة بالغة من الضعف في القرن السابع الميلادي فشجع ذلك الإمبراطورية الفارسية في الشرق على الهجوم على ممالكها واحتلال الشام ومصر.. ودخل الفرس الإسكندرية ونهبوا المدينة وقتلوا الكثير من أهلها وفى أماكن أخرى من مصر أحدث الفرس مذابح مشابهة..وكان الإسلام في الجزيرة العربية ما يزال وليداً عندما وقعت تلك الأحداث التي ذكرت في القرآن في أول سورة الروم حيث حزن المسلمون بهزيمة الروم لأنهم أهل كتاب مثل المسلمين في حين أن الفرس يدينون بالمجوسية ولكن الله بشرهم أن النصر سيحالف الروم من جديد في بضع سنين وعندها سيفرح المؤمنون وصدق الله وعده فلم يدم الحكم الفارسي إلا بضع سنين حيث استطاع الإمبراطور هرقل استرداد ممالكه ورجعت الإسكندرية من جديد تابعة للإمبراطورية البيزنطية الرومانية..وقد أراد هرقل تعيين بطريرك قوى في الإسكندرية يسند له الرئاسة السياسية بجانب سلطته الدينية ليكون قادر على قهر الأقباط فعين بطريرك رومانياً يدعى "قيرس" والمعروف عند مؤرخي العرب باسم "المقوقس"..
كان النزاع المذهبي على ما يعرف بالمونوثيليتية ما يزال على أشده في مصر وخاصة في الإسكندرية-عاصمة مصر في ذلك الوقت.. وقد أراد الإمبراطور هرقل تعيين بطريرك قوى يسند له الرئاسة السياسية بجانب سلطته الدينية ليكون قادر على قهر الأقباط وإرغامهم على اتباع المذهب المونوثيليتية فعين قيرس - وكان رومانياً- لهذا المنصب..ولم يكد هرقل يصل إلى الإسكندرية فى خريف سنة 631 م حتى هرب البطريرك بنيامين ولكن قبل رحيله عقد مجمعاً بالإسكندرية شهده القسس والرعية وألقى فيه خطاباً يحضهم فيه "على أن يثبتوا على عقيدتهم حتى يوافيهم الموت" ثم كتب إلي أساقفته جميعاً يأمرهم
بالهجرة إلى الجبال والصحارى أنبأهم أن البلاد سيحل بها الوبال وانهم سيلقون الظلم لعشر سنوات ثم يرفع عنهم بعد ذلك ثم تسلل بنيامين في كنف الليل إلي صعيد مصر على جانب الصحراء(عند مدينة قوص) حيث مكث بدير صغير هناك..
وبعد أن فشل قيرس (المعروف عند مؤرخي العرب بالمقوقس) في تغيير مذهب المصريين ، أخذ في اضطهادهم إلا أن كل ذلك لم ينل من إيمانهم.. حتى أن شقيق البطريرك السابق بنيامين تعرض لتعذيب بشع حيث سلطت النار على جسمه فأخذ يحترق وسال الدهن من جسمه ثم رموا به في البحر غير أنه مات ولم يتزعزع إيمانه! ويقول المؤرخ ميخائيل السربانى: "لم يصغ الإمبراطور إلى شكاوى الأساقفة فيما يتعلق بالكنائس التي نهبت ولهذا فقد انتقم الرب منه.. لقد نهب الرومان الأشرار كنائسنا و أديرتنا بقسوة بالغة واتهمونا دون شفقة ولهذا جاء إلينا من الجنوب أبناء إسماعيل لينقذونا من أيدي الرومان وتركنا العرب نمارس عقيدتنا بحرية وعشنا فى سلام
******************************************
الإسكندرية بعد ظهور الإسلام
بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وسلم) خرج العرب المسلمون من شبه الجزيرة العربية لنشر الإسلام في أنحاء العالم المعروف ، وضربوا أروع الأمثلة في الفضائل والقدوة الحسنة.. وقد رحب المصريون بالمسلمين الذين خلصوهم من ظلم الرومان طيلة عقود طويلة من القهر والظلم ..وبعد أن عجز البيزنطيون عن مقاومة الجيش الإسلامي تم عقد معاهدة في 641 م اشتهرت بـ"صلح الإسكندرية" تنتهي بعد حوالي سنة يتم خلالها جلاء الحامية البيزنطية عن الإسكندرية وألا يعود البيزنطيون للإسكندرية.. ودخل القائد عمرو بن العاص الإسكندرية في 642 وكتب إلى الخليفة عمر بن الخطاب يصف له المدينة التي كان بها وقت دخوله إليها " 4000 قصر و4000 حمام عام و 12000 مزارع و 40000 يهودي و400 مسرح" ولكن بعد مدة قصيرة من السيطرة على المدينة قام البيزنطيين بهجوم مضاد ليستعيدوا المدينة من جديد إلا أن عمرو بن العاص استطاع هزيمتهم ودخل الإسكندرية مرة أخرى في صيف سنة 646 ورحب الأقباط في الإسكندرية بقيادة البطريرك بنيامين بالمسلمين ترحيباً بالغاً وبذلك فقدت الدولة البيزنطية أغنى ولاياتها إلى الأبد.
**وقد تم تحويل العاصمة من الإسكندرية إلى الفسطاط حيث لم يرد الخليفة عمر بن الخطاب أن يفصله عن والى مصر بحر..هذا مما أفقد الإسكندرية الكثير من أهميتها ورغم أن ذلك لم يفقد العرب افتتانهم بالمدينة وذلك يتضح من خلال كتاباتهم العديدة عن وصف الإسكندرية ومنارتها وآثارها القديمة.. وبالطبع فقد استمرت حركة التجارة التى كانت الإسكندرية تلعب فيها دور مهم وكذلك تم بناء سور جديد للمدينة..وقد وفد على الإسكندرية الكثير من العلماء من أمثال الإمام الشاطبى و الحافظ السِّلَفي وابن خلدون وغيرهم الذين أثروا الحركة العلمية للمدينة.. ومن المعالم التي تركتها المرحلة الأولى للفتح ضريح وجامع أبى الدرداء-ذلك الصحابي الجليل- في منطقة العطارين والذي شارك فى فتح مصر.. وقد تعرضت المدينة لعدة زلازل قوية (عام 956 ثم 1303 ثم 1323) أدت إلى تحطم منارتها الشهيرة (إحدى عجائب الدنيا السبع) حتى أن ابن بطوطة – الرحالة المعروف- عندما زار الإسكندرية فى عام 1349 لم يستطع السير عند موقع المنارة من كثرة الحطام!! كما تعرضت الإسكندرية لهجمات صليبية كان أخرها فى أكتوبر [[1365]] م عانت فيها من أعمال قتل دون تمييز بين مسلم ومسيحي ونهب وضربت المساجد.. إلا انه وفى عام 1480 قام السلطان المملوكي قايتباي ببناء حصن للمدينة لحمايتها في نفس موقع المنارة والمعروفة الآن بـ"قلعة قيتباي"حيث حظيت الإسكندرية فى عهده بعناية كبيرة..وقد هيأت دولة المماليك وسائل الراحة لإقامة التجار الأوروبيين فى مينائي الإسكندرية ودمياط فبنيت الفنادق ووضعتها تحت تصرف التجار، حتى يعيش التجار الأوروبيين وفق النمط الذى اعتادوه فى بلادهم وكانت الفنادق مبان كبيرة مكونة من عدة طوابق وبها فناء داخلي يجرى به عمليات فك البضائع وربطها .. وبعد بناء القاهرة في سنة 969 م ثم اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح في عام 1498 م وكذلك بعد جفاف فرع النيل والقناة التي كانت تمد الإسكندرية بالمياه العزبة، فقدت الإسكندرية الكثير من أهميتها.. إلا أنها كانت ما تزال الميناء الرسمي المصري والتي كان يرسى عندها أغلب الزائرين الأوروبيين فى العصر المملوكي والعثماني..وفى نهاية القرن الثامن عشر الميلادي حينما سيطر المماليك على مصر في ظل الحكم العثماني، ظهر الفساد وزادت الضرائب على المصريين وكانت أوروبا قد بدأت تشهد تغيرات سياسية هامة بعد قيام الثورة الفرنسية وصعود نابليون بونابرت كزعيم سياسي..وجاءت الحملة الفرنسية على مصر ودخل الجنود الحملة الفرنسية الإسكندرية فى الأول من يوليو عام1798 بدون مقاومة تذكر..ورغم أن أفراد الحملة لم يكن لديهم لا الوقت ولا الرغبة فى إعادة الحياة إلى الإسكندرية إلا أن تلك الحملة كانت بمثابة إنذار بـ"اليقظة" إلى كل المصريين! وسرعان ما التحمت القوات البريطانية مع الفرنسية في الإسكندرية فى عام 1801 م فى معركة أدت لخروج القوات الفرنسية من مصر..لتدخل الإسكندرية ومصر بصفة عامة مرحلة جديدة مليئة بالنهضة فى جميع المجالات..

*************************************************
نهضة جديدة للمدينة
تدين الإسكندرية لمحمد على باشا بالنهضة حيث انه -وبحق -قد أعاد للمدينة الحياة شئنا أم أبينا..ففي عام 1820 م تم الانتهاء من حفر قناة المحمودية لربط الإسكندرية بنهر النيل مما كان له الفضل في إنعاش اقتصاد الإسكندرية.. وقد صمم الميناء الغربي لأن يكون هو الميناء الرسمي لمصر وتم بناء منارة حديثة عند مدخله..كذلك فإن منطقة المنشية هي بالأساس من تصميم مهندسيه..كما شيد محمد على عند رأس التين مقره المفضل وأصبحت الإسكندرية هي مقر قناصل الدول الغربية مما جعل لها شخصية أوروبية حيث جذبت العديد من الفرنسيين واليونان واليهود والسوريين ، بسبب الانتعاشة التي منيت بها المدينة.. كذلك –وبعد بناء أسطول مصري قوى- فقد خرجت عدة حملات بحرية مصرية من الإسكندرية إلى جزيرة كريت ومورة وسوريا..كما كانت المدينة مهددة مرتين: مرة بالأسطول اليوناني في عام 1827 م ومرة بالأساطيل البريطانية والفرنسية والروسية في عام 1828 م.. وعلى كل حال فقد أصبحت الإسكندرية منذ تولى محمد على الحكم وخلال الـ150 سنة التالية أهم ميناء في البحر المتوسط ومركز مهم للتجارة الخارجية ومقر لسكان متعددي الأعراق واللغات والثقافات..وزاد عدد سكانها من 8000 نسمة (مباشرة عند تولي محمد على الحكم) إلى 60000 نسمة..
**وتحت حكم خلفاء محمد على استمرت الإسكندرية في النمو الاقتصادي وخاصة بعد افتتاح قناة السويس في عام 1867 م..كما زاد النمو السكاني نحو شرق المدينة عند منطقة الرمل (نيكوبوليس في العهد الروماني) والتي كانت قد تحولت إلى مجرد خراب، وذلك لمواكبة الزيادة في عدد السكان .. كذلك تم ربط الإسكندرية بالقاهرة بخط سكة حديد في عام 1856 م .. وفى عام 1882 م قام الزعيم الوطني (وزير الحرب وقتها) أحمد عرابي بثورة ضد الخديوي توفيق للاحتجاج على التدخل البريطاني في شئون مصر..وقد تأزم الموقف عندما وصل الأسطول البريطاني إلى الإسكندرية ليقذف المدينة بالقنابل لمدة يومين حتى استسلمت المدينة معلنة بداية الاحتلال البريطاني لمصر والذي دام لسبعين عاماً.. وتحت الاحتلال البريطاني زاد عدد الأجانب وخاصة اليونان والذين أصبحوا يمثلون مركز ثقافي ومالي مهم في المدينة..و تحولت الإسكندرية وقناة السويس إلى مواقع استراتيجية مهمة للقوات البريطانية.. وفى تقرير للقنصل البريطاني عن الإسكندرية عام 1904 قال: "زاد حجم الإنشاءات والمباني وزادت أسعار الأراضي بصورة هائلة..كما تضاعفت تكلفة المعيشة في المدينة.." وخلال الحرب العالمية الثانية، كانت الإسكندرية مهددة عندما وقعت معركة العالمين على ساحل البحر المتوسط غرب المدينة إلا انه وبحلول عام 1952 م، قام بعض من ضباط الجيش المصري بانقلاب عسكري تم تعريفه فيما بعد بـ"ثورة 52" أدى إلى خروج الجيش البريطاني نهائياً في 1954م. ومن الإسكندرية خرج الملك فاروق بعد أن تنازل عن العرش ورحل إلى منفاه في إيطاليا.. ومن الإسكندرية وبالتحديد في ميدان المنشية، أعلن الرئيس جمال عبد الناصر (وهو بالمناسبة من مواليد الإسكندرية) تأميم قناة السويس.. وقد قلت أعداد الجاليات الأجنبية في الإسكندرية بعد سياسة التأميم التي اتبعها الرئيس عبد الناصر وكذلك بسبب الحروب التي خاضتها مصر(1956-1967-1973) إلا انه ما يزال هناك جالية يونانية بسيطة في المدينة..
ويبدو تاريخ الإسكندرية العريق الثرى بثقافاته المتعددة حاضر في كل ركن من أركان المدينة الجميلة..من خلال رائحة المدينة..من خلال أسماء الكثير من الأحياء والشوارع مثل كامب شيزار (أي معسكر قيصر) و سانت كاترين وسان ستيفانو ومحرم بك وسابا باشا والشاطبي (نسبة للإمام الشاطبى التى عاش بها) وسموحة (اسم يهودى) وسيدى جابر وسيدى بشر...

الأحد، 25 أبريل 2010

مصادر الدولة الاموية

  • بسم الله الرحمن الرحيم
    m
    تعود صلتي بتاريخ الدولة الأُموية منذ فترة ليست بالقصيرة ، كنت خلالها أَتوخى الدقة في كل ما أقدمه من مادة علمية ، بحثاً وتدريساً , فأصبحت غير مقتنع بمقولة أن تاريخ الدولة الأُموية قد جاء مشوَّهاً لأنه كتب في عهد الدولة العباسية وأن بعض الخلفاء العباسيين حاولوا طمس مآثر الأمويين. ولكنني اعتقد أن التشويه يكمن في تركيز بعض الباحثين المحدَثين، غربيين وشرقيين، علــى بعض الروايات المعاديـــة للأمويين التي - ربما - أشاعتها القوى المعارضة لهم ودوّنت في المصادر فأخذها أولئك الباحثون كأنها حقائق مسلَّم بها ، علماً بأنهم يدركون أن مصنفي تلك المصادر أوردوا الروايات على اختلافها وتركوا لغيرهم تقييمها. ولعلّي لا أبالغ إذا قلت أن الخلفاء العباسيين لم يكن لهم دور رئيس في هذا التشويه، بل إن بعضهم كانوا يشيدون بإنجازات بعض خلفاء بني أُمية وولاتهم. وعلى كل حال ، فإن التشويه الذي حدث لبعض أحداث التاريخ الأُموي وسير بعض خلفائهم عميق ومعقد ، وبعضه فيه من الخيال ما يصعب تصديقه .
    هذا الكتاب الذي يمثّل نظرة شمولية على تاريخ الدولة الأموية وحضارتها، يتألف من سبعة فصول : يتناول الفصل الأول نَسب بني أُمية والدور الذي قاموا به قبل توليهم الخلافة . وعن أسباب قيام الدولة الأُموية ومراحله .
    أما الفصل الثاني فيبحث في نظام الحكم والإدارة : من حيث الولايات التي تتكون منها الدولة والوظائف الإدارية وكذلك الدوائر المساندة (الدواوين)، وحركة التعريب التي تميز بها ذلك العصر ، وآثاره.
    ويبحث الفصل الثالث في الجهود التي بذلها الخلفاء الأمويون وولاتهم في مجال الفتوحات الإسلامية .
    أما الفصل الرابع فيحتوي على معلومات مركزة عن نظام التعليم وأقسامه وأماكن التعلّم . وكذلك الأثر الذي أحدثه انتشار التعليم في تطور الحركة الثقافية .
    ويقدم الفصل الخامس لمحات عن العمران (العمارة) وأبرز مظاهره في تلك الفترة.
    وأما الفصل السادس فيبحث في قوى المعارضة ضد الدولة الأموية في مختلف الأقاليم وآثارها .
    ويتناول الفصل السابع بعض الأسباب التي أدت الى سقوط الدولة الأموية .
    ويجب أن أشير: أن ما كتبته لم أكن أهدف من ورائه كسبا ً ماديا ً أو شهرة علمية ، وإنما إراحة لنفسي مما تجمع لدي من مادة علمية ، فأردت أن أنشرها للناس لعلهم يجدون فيها بعض ما يبحثون عنه ، عملا ً بقول المصطفى عليه الصلاة والسلام : " من كتم علما ً ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار " . وعسى أن يكون علما ً نافعا ً فأفوز بأجره يوم ينقطع عمل ابن آدم .

    والله ولي التوفيق


    مصادر تاريخ الدولة الأموية وحضارتها

    يمكن للباحث في تاريخ الدولة الأموية وحضارتها أن يستخلص معلومات بحثه من المصادر الأولية ( المخطوط منها والمطبوع ) وهي تتوزع على النحو التالي :
    1 - كتب التاريخ العام : وهي تقدم معلومات هامة عن الحوادث السياسية والشؤون الإدارية . ومؤلفو هذه الكتب قاموا بترتيب معلوماتها كالآتي :
    ( أ ) حسب الحوليات ( السنويات أي سنة بعد أخرى) ومن الأمثلة على ذلك :. كتاب التاريخ لخليفة بن خياط العُصْفُري ( ت 240هـ / 854م) وكتاب التاريخ لأحمد بن واضح اليعقوبي ( ت 282هـ / 895م ) وكتاب تاريخ الأمم والملوك لمحمد بن جرير الطبري ( ت 310هـ/922م ) وكتاب مروج الذهب ومعادن الجوهر لعلي بن الحسين المسعودي ( ت 346هـ/957م) وكتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير علي بن محمد الجزري ( ت 630هـ /1232) وكتاب تاريخ الإسلام لمحمد بن أحمد الذهبي ( ت 748هـ / 1347م ) وكتاب البداية والنهاية لابن كثير إسماعيل بن عمر القرشي الدمشقي ( ت 774هـ/1372م ) .
    ( ب ) حسب المواضيع التاريخية : مثل كتاب الأخبار الطوال لأحمد بن أبي داود الدينوري (ت 282 هـ / 895 م) وكتاب التنبيه والإشراف للمسعودي .
    2 - كتب الأمكنـة ( البلدان ) : وهي تحوي أخباراً عن أوضاع المدن أو الأقاليم الإسلامية ومظاهر الحياة الاقتصادية والاجتماعية فيها . وهي لا
    تهتم كثيراً بالأحداث السياسية إلا فيما يختص بطبيعة الصعاب التي واجهها المسلمون في الفتح والاستقرار لبعض تلك الأماكن . ومن الأمثلة على ذلك : كتاب أخبار مكة لأحمد بن عبد الله الأزرقي ( ت 244هـ/858م ) وكتاب فتوح مصر وإفريقية وأَخبارها لعبد الرحمن بن عبد الحكم القرشي ( ت 257هـ/870م) وكتاب تاريخ المدينة لعمر بن شبَّة النميري البصري ( ت 262هـ/875 م ) وكتاب فتوح البلدان لأحمد بن يحيى البلاذري (ت 279هـ/892م) وكتاب أخبار مكة لمحمد بن إسحاق الفاكهي (ت 279هـ/895م) وكتاب تاريخ واسط لأسلم بن سهل بن الرزّار الواسطي المعروف ببَحْشَل ( ت 292هـ/904م ) وكتاب الفتوح لابن أعثم أحمد الكوفي ( ت 314هـ/926م ) وكتاب تاريخ افتتاح الأندلس لابن القوطية (ت 367هـ/977م ) وكتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ( ت 463هـ/1072م) وكتاب تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر علي بن الحسن الدمشقي ( ت 571هـ/1175م ) وكتاب وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى لعلي بن أحمــد السَّمهودي (ت 911هـ/1505م).
    3 - كتب التراجم والطبقات : وهي تفيد في معرفة النواحي الاجتماعية والاقتصادية والعلمية لبلد المترجم له . وكذلك الأثر أو الآثار التي خلفتها الشخصية المترجم لها . ومن الأمثلة على ذلك : كتاب سيرة عمر بن عبد العزيز (على ما رواه الإمام مالك بن أنس وأصحابه ) لعبد الله بن عبد الحكم ( ت 214هـ/829م ) وكتاب الطبقات (الكبرى) لمحمد بن سعد بن منيع الزُّهْري (ت 230هـ/844م) وكتاب الطبقات لخليفة بن خياط العُصْفُري ( ت 240هـ/854م) وكتاب أنساب الأشراف لأحمد بن يحيى البلاذري ( ت 279هـ / 892م ) وكتاب الاستيعاب في معرفة الأصحاب ليوسف بن عبد البَرْ ( ت 463هـ/1070م ) وكتاب أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير علي بن محمد الجزري ( ت 630هـ/1232م ) وكتاب وفيات الأعيان لأحمد بن خلكان ( ت 681هـ/1282م ) وكتاب الإصابة في تمييز الصحابة : وكتاب تهذيب التهذيب لابن حَجَر أحمد بن علي العسقلاني ( ت 852هـ/1448م ) .
    4 - كتب الفقه : وهي تحوي بيانات كثيرة عن الأحوال الاجتماعية والاقتصادية والمالية ( من خراج وجزية وزكاة وفيء وغنيمة وعشور ، والقوانين المنظمة لكيفية جبايتها وتوزيعها ) ، ومن الأمثلة على ذلـــك : كتاب الخَراج لأبي يوسف يعقــــــوب بن إبراهيم الأنصـــــاري (ت 182هـ/895م ) ، وكتاب الخراج ليحيى بن آدم القرشي ( ت 203هـ/818م) وكتاب الأموال لأبي عبيد القاسم بن سلاَّم ( ت 224هـ/838م ) ، وكتاب الخراج وصناعة الكتابة لقدامة بن جعفر البغدادي ( ت 329هـ/940م ) .
    5 - كتب النُّظُم : وهي تتناول الشروط المنظمة للوظائف الإدارية من خلافة وولاية وقضاء وحسبة ، وما شابهها . ومن الأمثلة على ذلك : كتاب الأحكام السلطانية والولايات الدينية لعلي بن محمد الماوَرْدي (450هـ/1058م ) وكتاب الأَحكام السُّلطانية لأبي يعلى محمد بن الفرَّاء (ت 458هـ/1065م ) وكتاب الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلاميـــــــــة لمحمــــــــد بن علــــــي بن طَباطَبا المعـــروف بابن الطَّقْطَقا ( 709هـ/1309م) وكتاب المقدمة لعبد الرحمن بن خلدون ( ت 804هـ/1401م ) وكتاب مآثر الانافة في معالم الخلافة لأحمد بن عبد الله القَلقَشَندي ( ت 821هـ/1418م ) .
    6 - كتب الأدب : وهي تتضمن معلومات تفيد في فهم مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية ( نواحي الذوق والعادات والمقاييس الخلقية والمثل العليا، ومستوى المعيشة، والأعياد، وأساليب التسلية وأحوال المدن... ). وهي تفيد كذلك في تحديد بعض الأماكن الجغرافية التي لا تتطرق إليها كتب التاريخ العام وكتب البلدان . ومن الأمثلة على ذلك الكتب التالية : عيون الأخبار لابن قتيبة (ت 276هـ/889م) والكامل في اللغة والأدب والنحو للمبرّد (ت 285هـ/898م ) وجمهرة اللغة ، والاشتقاق لابن دُريد ( ت 321هـ/933م) والعقد الفريد لابن عبد ربه الأندلسي ( ت 328هـ/939م ) وكتاب الأمالي للقالي ( ت 356هـ/966م ) وكتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني ( ت 356هـ/966م) .
    وهناك أيضاً دواوين الشعراء الذين عاشوا في العصر الأموي مثل : جرير والفرزدق والأَخْطَل ونابغة بني شيبان وعبيد الله بن قيس الرُّقَيّات ونُصيب بن رباح والأَحْوَص الأنصاري وعبد الله بن الزَّبير الأَسدي والراعي النميري وأبي دَهْبَل الجمحي والعَرجي وعمر بن أبي ربيعة وليلى الأَخْيَلِيَّة وذي الرُّمَّة ومسكين الدارمي وأعشى همدان وغيرهم .
    وإضافة إلى ما سبق، فهناك معاجم اللغة ، ومنها : تهذيب اللغة للأزهري الهروي ( ت 370هـ/980م ) والصِّحاح في اللغة للجوهري (ت 393هـ/1002م) ولسان العرب لابن منظور ( ت 711هـ/1311م)، والقاموس المحيط للفيروز أبادي ( ت 817هـ/1414م ) ، وتاج العروس للزَّبيدي ( ت 1205هـ/1790م).
    7 - كتب الجغرافيا والرحلات : وهي تقدم معلومات هامة ( معظمها عن شاهد عيان حيث كانت رحلات مؤلفيها لتأدية فريضة الحج أو لطلب العلم أو للتجارة أو للسياحة ) تفيد الباحثين في نواحي الحياة الاقتصادية والإدارية والاجتماعية والثقافية وحتى العمرانية عن البلدان التي تتحدث عنها . ومن الأمثلة على ذلك : كتاب المسالك والممالك لابن خُرْدَاذَبَة ( ت حوالي 300هـ/912م ) وكتاب مسالك الممالك للاصطَخْري ( ت 318هـ/930م ) وكتاب صفة جزيرة العرب للهمداني ( ت 334هـ/945م ) وكتاب صورة الأرض لابن حَوقَل ( ت بعد 367هـ/977م ) وكتاب أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم للمَقدسي ( ت 388هـ/998م ) . وكتاب رحلة ناصر خسرو (سفرنامه) لناصر خسرو ( ت 481هـ/1088م ) ، وكتاب نُزهة المشتاق في اختراق الآفاق للإدريسي ( ت 560هـ/1164م ) وكتاب معجم البلدان لياقوت الحَمَوي ( ت 626هـ/1228م ) .
    8 - الوثائق : وهي تحوي معلومات تاريخية قد تتوفر وقد لا تتوفر في أي مصدر آخر . وأشهر هذه الوثائق : مجموعة أوراق البَردي ، التي عثر عليها (1240هـ/1824م) في قرى صعيد مصر ( كوم أَشقاو وسقارة وأخميم وميت رهينة والأُشْمونين) . وهي تقدم للباحث ثروة علمية هامة حول الحياة السياسية والإدارية والاقتصادية والاجتماعية لمصر الإسلامية . ( فيها معلومات عن الجزية والخراج وأنظمة الإدارة وبناء العمائر والمساجد وإنشاء الأساطيل فضلاً عن عقود البيع والشراء والوقف والهبة والزواج والطلاق وأعداد الجند ومستحقاتهم وأجور العمال والمكاتبات فيما بين الخلفاء والولاة والعمال ومكاتبات علمية مثل الوصفات الطبية وأحاديث نبوية وقصائد شعرية وأدب وسيَر ومغازي ، وغيرها ) . وتحتفظ دار الكتب المصرية في القاهرة بمجموعة من أوراق البردي بينما تتوزع مجموعة ضخمة أخرى من هذه الأوراق مكتبات ومتاحف عواصم وكبريات المدن في دول غرب أوروبا وشرقيها وفي أميركا وكندا . وقد اهتم المستشرق النمساوي أَدولف جْرومان Adolf Grohmann بدراسة هذا النوع من الوثائق (البرديات) ونشر دراساته في كتاب " أوراق البردي العربية " في ستة مجلدات ( مترجم للعربية ) وحول هذه الوثائق كتب أحمد الشامي مقالة بعنوان أوراق البردي العربي مصدر أصيل للتاريخ الإسلامي (مجلة المؤرخ العربي، ع 9 ، بغداد 1978م) ومن جهة أخرى قام محمد ماهر حمادة باختيار نماذج لعهود ومواثيق ومكاتبات وخطب ووصايا للخلفاء والولاة وذوي الرأي في العصر الأموي الواردة في كتب التاريخ ونشرها في كتاب بعنوان الوثائق السياسية والإدارية العائدة للعصر الأموي .
    9 - الآثار : وهي تشمل العاديات التي جاءت إلينا من الماضي متمثلة في المباني والعملات والفخاريات والمنسوجات وما تحويه من زخارف ورسومات . ودراسة هذه العاديات ( والنظر إليها ) تعطي فكرة عن مدى التقدم المعماري والفني والمهني إبان تلك الفترة المبكرة . وتتمثل بعضاً من آثار الأُمويين ( التي لا تزال ماثلة للعيان) في مسجد قبة الصخرة والمسجد الأقصى في القدس وفي المسجد الأُموي بدمشق وفي مسجد عقبة بن نافع في القيروان . وفي مسجد عمرو بن العاص في القاهرة. وفي سَدّ سِيسَد على وادي لِيَه ( 10 أكيال مترية شمال شرق الطائف ، وهو الآن ضمن أرض منتزه الطائف الوطني ) . وفي قصور الأُمويين في الأردن ( قُصَير عَمرَة، وقصر الحَرَّانة ، وقصر المُشَتّى وقصر الطُّوبَة ، وحمّام الصَّرح ، وغيرها). وفي قصري الحِير الشرقي والغربي في تدمر ( سوريا ) وفي قصر هشام ( قصر خربة المفجَر ) في أريحا (فلسطين ) . وفي بقايا قصور الأُمويين ببلدة عَنْجَر (لبنان). وتتمثل كذلك في العملات النقدية ، الذهبية والفضية والنحاسية (دينار ودرهم وفلس) ، وفي قطع المنسوجات والفخاريات والحلي التي يمكن مشاهدتها في المتاحف ولدى بعض المهتمين بالتراث .
    وللمزيد من التفاصيل حول الآثار، يمكن للقارئ أن يراجع كتاب الآثار الإسلامية الأولى للمستشرق البريطاني كْرِزْويِل Cresswell، وكتاب فنون الشرق الأوسط في العصور الإسلامية لمؤلفته نعمت إسماعيل علام وكتاب الفن العربي الإسلامي في بداية تكوينه لعفيف بهنسي.
    وعلى أية حال ، فإن ما نقدمه هنا من مصادر ما هو إلا أمثلة حيث أن المصادر أوسع من أن تشملها نبذة كهذه .

    المراجع :
    وهي تشمل الكتب التي تعنى بدراسة تاريخ الدولة الأموية وحضارتها وتراجم رجالها. وكذلك المقالات المنشورة في المجلاّت (الدوريات) العلمية المتخصصة التي تصدر عن الجامعات أو مراكز البحوث أو الجمعيات التي تعنى بالدراسات التاريخية (مثل: الجمعية التاريخية السعودية، والجمعية المصرية للدراسات التاريخية، وجمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون) والمقالات التي تنشر في الموسوعات المتخصصة مثل الموسوعة الإسلامية، والموسوعة العربية العالمية. والمقالات التي تناقش في المؤتمرات والمنتديات الثقافية (مثل: مؤتمر المستشرقين، ومؤتمر اتحاد المؤرخين العرب، والندوة العالمية لتاريخ الجزيرة العربية (جامعة الملك سعود) والمؤتمر الدولي لتاريخ بلاد الشام (جامعة دمشق والجامعة الأردنية).
    أما الرسائل الجامعية التي تتناول جوانب متعددة من التاريخ الأموي وحضارته ، فهي ولله الحمد متوافرة بشكل جيد (سواء باللغة العربية أو بلغات أخرى) ويمكن الوصول إليها بسهولة ويسر. ويمكن للباحث من الوصول اليها عن طريق الأقسام المعنية أو المكتبات الجامعية .
    وبالنسبة لموضوعات هذه المراجع فهي متعددة، وتكاد تغطي جميع مناحي الحياة السياسية ، والإدارية ، والثقافية ، والعمرانية ، والاقتصادية في العصر الأموي وهي تتباين في أفكارها وطروحاتها (وبخاصة في التاريخ السياسي ، بحيث يجد أحدنا صعوبة في تزكية كتاب بعينه ) .

    الأمويون ودورهم في الحياة العامة قبل تأسيس دولتهم
    يُنسَب الأُمويون إلى أُمية الأكبر بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي وهم ينتمون إلى قبيلة قريش التي كان لها نفوذ واضح في مكة قبل الإسلام وبعده . وكان لعبد شمس ، والد أُمية ، دور في خدمة قريش وتوثيق صلاتها بالعالم الخارجي . فقد استطاع بما كان له من سمعة ونفوذ من الحصول على إيلاف لقريش من النجاشي في الحبشة . وتحصل إخوانه ، أبناء عبد مناف ، على عهود من ملوك العراق والشام
    واليمن فتوجهت قريش لممارسة تجارتها مع هذه الجهات الأربع على حال آمنة . وخرجت بذلك من نطاق التجارة المحلية إلى الدولية ، بما عقد لها بنو عبد مناف من الذمم . فسمّي بنو عبد مناف بالمُجَبِّرين ، لأن الله جَبَر بهم قريشاً، وأغناها .
    ورث أُمية الأكبر بن عبد شمس الوجاهة والثراء عن والده . فكان يشارك أقرانه وأبناء عمومته في كل ما من شأنه رفعة قريش وفي تقديم أفضل الخدمات لأهل مكة والقادمين إليها ، ولذلك عدَّ من أجواد قريش . وكان أُمية أحد وجهاء قريش الذين ذهبوا من مكة إلى صنعاء لتهنئة سيف بن ذي يزَن الحِمْيَري على نجاحه في استعادة اليمن من مسروق ابن أبرهة الحبشي وصدّ خطر الأحباش عنهم . وقد أكرمهم سيف ومنحهم اعطيات قيمة .
    كان أُمية يتميز بكثرة عدد أبنائه فقد تحدر من صلبه اثنا عشر إبناً ، ولذلك قيل عنه : فيه البيت والعَدَد . وكان من أشهر أبنائه : أبو العاص ، وحرب .
    1) أبو العاص بن أُمية ، وكان من حكماء قريش وشعرائهم . ومن ولده : عفان ( أبو عثمان بن عفان t ثالث الخلفاء الراشدين ) ؛ والحكم (أبو مروان بن الحكم ، رابع الخلفاء الأمويين ) . وصفية زوجة أبي سفيان وأم ابنته رَمْلةَ زوجة الرسول e .
    2) حرب بن أُمية ، والد كل من : أبي سفيان صخر بن حرب ، وأم جميل بنت حرب ( حمَّالة الحطب امرأة أبي لَهب عبد العزى بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ) . آلت إلى حرب زعامة قومه بعد وفاة والده . وصارت إليه رئاسة قريش بعد وفاة عبد المطلب بن هاشم ابن عبد مناف . ووصِف حرب بأنه رجل : "بَعيد الغضَب ، رفيع الصّيت في العرب جَلِد المريرَة (قوي العزيمة)، تُحبّه العَشيرة".
    كان حرب ، لرجاحة عقله ، أحد حكّام قريش الذين يلجؤون إليه لفض المنازعات . كما اشتهر بأنه كان أحد قادة قريش وكنانة في حرب الفِجار ضد قيس وهوازن وسُلَيم وثقيف في عكاظ ، قرب الطائف . واستجابة منه لشروط الهدنة التي عقدها عُتبة بن ربيعة بن عبد شمس بين الطرفين فقد وضع حرب ابنه صخراً ( أبا سفيان ) رهينة عند قيس وهوازن حتى اصطلح الطرفان .
    ولما مات حرب تفرقت الرئاسات والشَرَف في بني عبد مناف ، وغيرهم من قريش ، فآلت رئاسة بني أُمية إلى أبي أُحَيْحة سعيد بن العاص ابن أُمية . وكان عظيم القَدْر عزيزاً في قومه عظيم النخوة . وأدرك النبي e قبل أن يَصدع بالدعوة فلم يُسْلم . ولكن ابنيه : خالداً وعمراً كانا من أوائل من أسلم، وهاجرا مع من هاجر الهجرة الأولى إلى الحبشة . ولم يعودا إلاَّ في سنة 7هـ/628م .
    وبعد وفاة أبي أُحيحَة سعيد بن العاص ( 2هـ/623م ) ؛ وإثر مقتل الكثيرين من رجالات قريش في موقعة بدر ( 17 رمضان 2هـ/آذار (مارس)623م) . أصبح أبو سفيان صخر بن حرب بن أُمية زعيم قريش ضد المسلمين . وظل أمره كذلك حتى أسلم يوم فتح مكــــة (رمضان سنة 8هـ/629م ) وأسلم معه من بقي على حاله من أهل مكـــــة . فتألف رسول الله e القوم وأكرمهم ، واستعمل العديد من بني أمية على بعض عمله : فقد ولّى رسول الله e أبا سفيان على صدقات الطائف ، ثم استعمله على نجران، وولى خالد بن سعيد بن العاص بن أمية على اليمن ، وأبان بن سعيد ابن العاص على البحرين ، وعمرو بن سعيد ابن العاص على خيبر ووادي القرى وتيماء وتبوك ، وعيَّن عَثَّـــــــــــاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية على مكة حين غادرها رسول الله e لمحاربة هوازن في حنين (8هـ/629م). واتخذ رسول الله e معاوية بن أبي سفيان أَحد كتبته .
    وعقب وفاة رسول الله e سنة 11هـ/632م ، استمر خلفاؤه: أبو بكر وعمر وعثمان ، رضي الله عنهم ، في الاستعانة ببعض بني أُمية في أعمالهم . فقد أثبت أبو بكر t عتَّاب بن أسيد على مكة ، وبعث خالد بن سعيد ابن العاص في حملة استطلاعية إلى أرض الشام فقتل ومعه أخوه عمرو في اشتباكه مع البيزنطيين في موقعة مرج الصُّفَّر قرب دمشق (13هـ/634م) ؛ وعيَّن يزيد بن أبي سفيان أميراً على أحد الجيوش المتوجهة لفتح بلاد الشام . فانتصروا على البيزنطيين في وقعة أَجنادين بفلسطين ( 13هـ/634م ) . ولما احتاج يزيد إلى قوة إضافية بعث بها الخليفة إليه وجعلها تحت إمرة معاوية . وكان والده أبو سفيان يرافق ذلك الجيش .
    وفي فترة خلافة عمر بن الخطاب t ( 13 - 23هـ /634-643م) شارك أبو سفيان وابناه يزيد ومعاوية في موقعة اليرموك ضد الروم (15هـ/636م ) وأبلوا فيها بلاءً حسناً . وبعد ذلك ، عيَّن عمر يزيدَ والياً على جند دمشق . وعند وفاة يزيد بسبب الطاعون في عمواس بفلسطين سنة 19هـ/640م أثبت عمر معاوية مكانه .
    وفي فترة خلافة عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية t (23 - 35هـ/643 - 656م ) كان ضمن من شاركوه المسؤولية شخصيات من بني أُمية . فقد وضع إقليم الشام وإقليم الجزيرة الفراتية تحت إمرة معاوية ، وعيَّن الوليد بن عقبة بن أبي معيط على الكوفة ثم عزله ، وعين عليها سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية . واتخذ مروان بن الحكم كاتباً له . وظل الأمر كذلك حتى قتل عثمان رحمه الله ( 35هـ /656م ) وبويع علي بن أبي طالب t بالخلافة .
    بدأ علي بن أبي طالـــــب t عهده ( 35هـ/656م ) بإصداره أوامــــر بعزل ولاة من كان قبله . فأنفذوا جميعهم أوامره إلا معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية ، الذي رفض إنفاذ أمر الخليفة في جميع أرض الشام . وزاد على ذلك بأن أرسل قواتــــه لمنع سهل بن حنيف الأنصاري ( عامل عليّ المعيَّن بدل معاوية ) من دخــــــــول الشام . فلقيته خيل معاوية عند تبوك وأرجعته إلى المدينة . فبدأت الأمور تأخذ منحى آخر ، سنناقشه لاحقا ً .











    تأسيس الدولة الأموية
    أسس الأُمويون دولتهم بعد نزاعٍ دامٍ ، بين الخليفة علي t بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، ومعاوية t بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أُمية بن عبد شمس بن عبد مناف، شاركت فيه مختلف القوى من رجالات قريش والقبائل العربية الأخرى . وعـــزا المؤرخون في رواياتهم ، والباحثون في استنتاجاتهم ، اتخاذ معاوية هذا الموقف إلى عدة أسباب، منها:
    1- المنافسة فيما بين بني هاشم وبني أُمية والتي تعود إلى ما قبل الإسلام. ولكن هذه المنافسة كانت بقصد رفع شأن قريش، ولم يحصل أن تقاتل المتنافسان بل بالعكس ، فقد كان عبد المطلب بن هاشم صديقاً (جليساً) لحرب بن أمية . وكان أبو سفيان ، صخر بن حرب بن أُمية ، نديماً (صَفِيّاً) للعباس بن عبد المطلب في الجاهلية. ولهذا فقد أخذ العباس لأبي سفيان أماناً من الرسول e يوم فتح مكة (8هـ/629م) .
    2 - " صعوبة تَخلّي بني أُمية عن بعض الامتيازات التي حصلوا عليها في فترة خلافة عثمان t، بحيث أصبحوا طبقة إقطاعية كبيرة لها وزنها وسلطانها . فناهضوا علي بن أبي طالب t ولم يزل معاوية يناهضه بهم حتى قتل ".
    3 - طموح معاوية الشخصي ورغبته في أن يكون من ذوي الجاه والمنعة ، وربما كان لوالديه دور في تنمية هذا الطموح لديه، وربما تولَّد هذا الطموح بعد أن ولي إقليم الشام لفترة طويلة تمكن خلالها من التقرب إلى أهله والاطمئنان إلى دعمهم ومساندتهم في كل خطوة يتخذها.
    4 - طلب معاوية في الإبقاء عليه والياً على بلاد الشام مقابل البيعة لعلي . وكان مما جاء في طلبه الذي سلّمه إلى جرير بن عبد الله البجلي ، مبعوث علي : " أن يجعل إليَّ الشام ومصر جباية ، فإذا حضرته الوفاة لم يجعل لأحد بيعة في عنقي، وأُسلم له هذا الأمر ، وأَكتب إليـه بالخلافة " . ولكن عليا ً رفض طلب معاوية هذا .
    وتفيد إحدى الروايات أن المغيرة بن شعبة الثقفي قد نصح علياً بأن يترك معاوية على ولاية الشام ، لأن لمعاوية جُرأة ، وهو في أهل الشام يُسمع منه ، ولك حجة في إثباته ، كان عمر قد ولاّه الشام كلها، ولكن عليّاً أصر على رفضه ، قائلاً : " لا والله ، لا استعمل معاوية يومين أبداً ".
    5 - محاولة معاوية إيقاف هجرة القبائل من الجزيرة العربية إلى سورية (ولاية الشام) لما تسببه من ضغوط إقتصادية وآثار اجتماعية في مجتمع بلاد الشام . "غير أن علياً كان يرى أن لكل ولاية حدودها وحروبها . وإذا تصرفت كل ولاية كما تتصرف سورية ، فإنه ينسد كل مجال أمام أي نازحين جدد . لابد لسورية أن تسهم بحل مشاكل الأمة كلها ، حتى ولو كان ذلك يعني فقدان امتيازات عزيزة وهدم ما حققه معاوية خلال ولايته ".
    6 - مطالبة معاوية بدم الخليفة المقتول عثمان t ( بصفته أحد أبناء عمومته والأكبر سنّاً فيهم ، والأكثر قدرة منهم على ذلك ، فهو إذن وَلِيّه والمطالب بدمه ) . وقام معاوية بإشعار من كانوا حوله من أهل الشام أن السلطة المركزية لم تقتص من قتلة عثمان حتى بات ذلك مقبولاً عندهم ، لا يحيدون عنه. ثم كتب معاوية إلى عليّ : " أن أمْكنّا من قتلته نقتلهم به، ونحن أسرع الناس إليك ... " . لكن الخليفة علي t كان يرى أن يبايع له معاوية بالخلافة ، أولاً، ثم تتوحد جهودهما لحل هذه المعضلة . وكتب علي إلى معاوية كتاباً في هذا الشأن ، جاء فيه : " ... وقد أكثرت في قتلة عثمان ، فادخل فيما دخل فيه الناس ، ثم حاكم القوم إليَّ ، أحملك وإياهم على ما في كتاب الله وسنة نبيّه ".
    7 - طلب معاوية أن يرد أمر الخلافة شورى بين المسلمين . ويظهر هذا المطلب واضحاً في رسالة بعث بها معاوية إلى أهل المدينة : " .. فإن دفعهم عليّ إلينا (يقصد قتلة عثمان) كففنا عنه ، وجعلناها شورى بين المسلمين على ما جعلها عمر بن الخطاب t ، وأما الخلافة فلسنا نطلبها . ولكن عليّاً t لم يوافقه على هذا المطلب .
    أخذ معاوية في حث أهل الشام للوقوف إلى جانبه ، ولما تم له ذلك ، طلب جرير بن عبد الله البَجَلي ، مبعوث عليّ إليه ، وقال له : " يا جرير إلحق بصاحبك ، وأعلمه أَني وأهل الشام لا نُجيبه إلى البيعة" فكان هذا إيذاناً ببدء المواجهة بين الطرفين .
    جهَّز علي ومعاوية قواتهما وتولى كل منهما قيادة جيشه وتحرك كل منهما قاصداً إقليم الآخر . فكان أن التقى الجمعان في سهل واسع منبسط من أرض صفِّين ( شمال شرق سورية ) . وعسكر الطرفان هناك حوالي ثلاثة أشهر، كانت رُسُل الصلح تتردد خلالها بين الطرفين ، لعلَّ الله يكتب صلحاً واتفاقاً ولكن محاولاتهم باءت بالفشل . فاشتبك الطرفان ( ليلة الثامن من شهر صفر 37هـ /26 تموز/ يوليو 657م ، فيما عرف بليلة الهَرير ) في معركة دامية استمرت عدة ساعات استخدمت فيها مختلف أنواع أدوات القتال (سهام، رماح ، نبل ، سيوف ، عمد الحديد). وكان النصر قاب قوسين أو أدنى من جماعة عليّ ، لولا أن قام أهل الشام برفع المصاحف على أسنّة الرماح ، وأخذوا يصيحون : " يا أهـل العراق ، هذا كتاب الله حَكَماً فيما بيننا وبينكم". فعندئذ انقسمت جماعة عليّ عليه وأجبروه على وقف القتال ، فكان لهم ما أرادوا. واتفق الطرفان على التحكيم . وكتبا فيما بينهما وثيقة عرفت بعقد التحكيم . ومن بنودها :
    1) أَن يختار كل فريق منهما مُحَكِّماً واحداً يمثله في الاجتماع المقترح عقده للتحكيم .
    2) أَن يجتمع الحَكَمان في موضع عدل بين الكوفة والشام .
    3) أن يكون اجتماع الحَكَمين في شهر رمضان سنة 37هـ / كانون الثاني (يناير) 658م . وإن أرادا تأخير الاجتماع فلهما ذلك .
    4) أن يحضر مؤتمر التحكيم المُحَكّمين فقط مع عدد محدود يختاره كل طرف .
    5) أَن يتمتع المحكّمان بثقة وطمأنينة كلا الطرفين . وأن يكونا آمنين في حكومتهما على دمائهما وأموالهما وأهلهما " ما لم يعدوا الحق " .
    6) إذا توفي أحد المحكّمين قبل انتهاء الاجتماع فعلى جماعته أن يختاروا مكانه رجلاً " من أهل المَعْدَلَة والصلاح على ما كان عليه صاحبه من العهد والميثاق " .
    7) أَن يُمنح أفراد القبائل من كلا الطرفين أماناً عاماً يستطيعون بموجبه أن ينتقلوا بحرّية وأمان تامَّين إلى انقضاء مدة الأجل .
    8) أَن يعود أهل الشام إلى ديارهم وكذلك أهل العراق .

    اختار أهل العراق أبا موسى عبد الله بن قيس الأشعري نائباً عنهم، واختار أهل الشام عمرو بن العاص نائباً عنهم في مؤتمر التحكيم واجتمع مندوبا الطرفين في بلدة دُومَة الجَنْدَل ( 60 كيلاً مترياً جنوب غرب مدينة سكاكا في منطقة الجوف ، شمال المملكة العربية السعودية ) وقيل في بلدة أَذرح ( قرب معان والبتراء بالأردن ) وكان يرافق كل منهما حوالي 400 رجل من مختلف القبائل ).
    أما عن جلسات مؤتمر التحكيم ، وما دار بين الحكمين فيها من مناقشات ومداولات ، وما أسفرت عنه من نتائج ، فأمرها غامض . فالمصادر التاريخية تتحدث : أن أبا موسى وعمرو قد اجتمعـــا ،
    ومكثا أياماً يلتقيان سراً وجهراً ، ثم اتفقا على أن يخرجا للناس ويعلنا خلع عليّ ومعاوية ( رضي الله عنهما ) وأن يتركا الأمر شورى بين الناس . فقام أبو موسى وأعلن عن خلع الاثنين . ثم تبعه عمرو وأعلن موافقته على خلع علي t ولكنه أصرَّ على تثبيت معاوية مما أدى إلى أن يتخاصم الإثنان ويعود عمرو مسروراً إلى معاوية . لكن أبا موسى ، وقد عرف أنه خدع ، لم يستطع مواجهة علي t فركب ناقته ولحق بمكة . وعلى أية حال ، فإن مثل هذه الروايات لا تقدم للباحث أدلّة كافية يمكنه أن يستنبط منها حكماً قاطعاً على حقيقة ما جرى في اجتماعات الحكمين .ولعل خليفة بن خياط العصفري كان أقرب المؤرخين إلى الصواب . فهو يرى أنه : " لم يتفق الحكمان على شيء " مما اجتمعا لأجله .
    وانفض مجلس التحكيم . وانشغل علي t في مواجهة بعض المشاكل الداخلية التي سببتها له فئة من أعوانه كانوا قد رفضوا الانصياع لأوامره ، وخرجوا من عسكره فعرفوا فيما بعد ذلك بالخوارج .فحاربهم علي t في موقعة النَّهْرَوان (37هـ/658م) ولكن لم يتم القضاء على قوتهم بشكل تام . وثانية المشاكل التي واجهها علي t تتمثل في : رفض أحد كبار قادته وهو الأشعث بن قيس الكندي الذهاب لقتال أهل الشام عقب موقعة النَّهْرَوان. وكان مما قاله الأشعث : " يا أمير المؤمنين ، نَفَدت نِبالُنا ، وكَلَّت سيوفنا ، ونَصَلَت أسِنَّة رماحنا ، فارجع بنا إلى مِصْرنا ، لنستعد بأَحسن عُدَّتنا ". وكان لهذين الموقفين وغيرهما من المواقف تأثير كبير على عليِّ في مواجهته لخصومه .
    وأما معاوية فقد استفاد مما كان يواجهه عليّ من مشاكل فأرسل قواته وعليها عمرو بن العاص نحو مصر . واستطاع عمرو الاستيلاء عليها ، ومن ثم وليها لمعاوية منذ سنة 39هـ/660م.
    وفي محاولة أخرى لإشغال عليّ ، وعدم إعطائه فرصة كافية لتنظيم صفوفه ، فقد وجّه معاوية فرقاً من قواته لتغير على بعض المواقع في العراق، مثل : عين التَّمر وهِيت والأنبار والمدائن. كما وجّه معاوية فرقاً أخرى إلى مدن في الجزيرة العربية مثل مكة والمدينة والطائف ونجران وصنعاء وعدن ، لكن قوات عليّ تمكنت من التصدّي لقوات معاوية وطردتها من هذه الأماكن . ومع ذلك فلم يتمكن عليّ من حسم الموقف نهائياً لصالحه .
    وفي هذه الأثناء ، أُغتيل الخليفة على يدي أحد الخوارج ( في 17 رمضان لسنة 40هـ/ كانون الثاني/يناير 661م ) . وبويع لولده الحسن t بالخلافة من قبل أعوان والده . لكن الحسن وجد نفسه في موقف صعب معهم ، فالتقى بمعاوية في الكوفة وبايعه بالخلافة على شروط تختلف المصادر التاريخية في تحديدها. وبايعه الحسين بن علي t كذلك. وبعد أن رتَّب معاوية الأمور الإدارية في الكوفة والبصرة وعين ولاته عليهما، رجع إلى دمشق ومنها إلى بيت المقدس حيث بويع له بالخلافة في سنة 41هـ/661م . وكان ذلك يعني قيام الدولة الأموية ، واتخاذ دمشق عاصمة لها.
    وفي النهاية ، يمكن القول أن عدة عوامل قد تضافرت مع بعضها وأسهمت في تأسيس الدولة الأموية . ومنها : كفاءة معاوية الشخصية ، وما تجمَّع لديه من خبرات وتجارب واسعة في حياته العملية السابقة . بحيث مكَّنته من القدرة على التعامل مع مختلف الفئات ، والتفاعل مع أدق الحوادث . ومنها أيضاً : الولاء المطلق والطاعة العمياء والنصرة غير المحدودة التي قدمها أهل الشام لمعاوية في كل مراحل الخلاف. فهم كانوا قد بايعوا معاوية " على أنهم يقاتلون بين يديه ، ويموتون تحت ركابه " .

مهارة الاتصال


برنامج تنمية مهارات الاتصال

محتويات الملف
· دوافع البشر وعلاقتها بالسلوك الإنسانى
· معنى وخطوات الاتصال
· أهداف وأهمية الاتصال
· اتجاهات ووسائل وأنواع الاتصال
· التوجيه والاتصال
· مهارات خاصة فى الاتصال الفعال
· دور الإدراك فى ضمان تحقيق فعالية الاتصال
· معوقات الاتصال بالآخرين
· المآزق الشائعة للاتصال
· الوصايا العشر للاتصال



أولاً:دوافع البشر وعلاقتها بالسلوك الإنسانى فى التعامل

كشف العالم النفسى إبراهام مأسلوا أن كل البشر يشعرون بحاجات محددة ويسعون إلى إشباعها ، ولقد توصل ماسلوا إلى أن الحاجات البشرية تقنع الإنسان وتتحكم فى سلوكه .
كما توصل إلى تجميع الحاجات الانسانية إلى خمس مستويات إذا أنه يعتقد أن الإنسان يسعى إلى إشباع الحاجات التى فى المستويات الأعلى ، بعد أن يحقق إشباعه للحاجات التى تكون فى المستويات الأدنى وذلك وفقاً لسلم الحاجات المشهور الذى قام بتحديده .
ولقد وصف ماسلوا الحاجات الانسانية فى مجموعاتها أو مستوياتها الخمس كما يلى :
1- الحاجات الأولية : وتتمثل فى الحاجة إلى الماء والهواء والطعام ، والمأوى .. إلخ والتى تمثل الحاجات الأساسية اللازمة للبقاء على وجه الحياة . وبالتالى فهى تمثل الحاجات المادية والفطرية الأساسية ، التى يسعى الإنسان لإشباعها وذلك على الرغم من أن الكثير من البشر فى العالم لم يتمكنوا إلى الآن من إشباع الحد الأدنى منها .
2- الحاجة إلى الأمن والامان :وقد يواجه كثير من الناس أيضاً صعوبة فى هذه الحاجات ، وخاصة منهم من يعيش فى مناطق البراكين والزلازل ، أو البلدان التى تتسم بالتقلبات السياسية ، وهناك أفراد يعملون فى وظائف تتسم بالمخاطرة أيضاً ، مثل عمال المناجم وغيرهم . وعموماً .. فإن الفرد يسعى دائماً إلى الشعور بالأمن والأمان ، كما يسعى الفرد مثلاً إلى الشعور بالأمان فى العمل والاستقرار فيه وعدم الخوف من الفصل أو الاستئناف عنه .
3- الحاجة إلى الحب والانتماء : وتتمثل فى الحاجات الاجتماعية التى تجمل الفرد ببذل الجهد ويقضى كثيراً من السعى إلى الآخرين والعمل على أن يكون محبوباً من الغير . فالانسان حيوان اجتماعى بطبعه ،ولا يمكنه أن يحقق السعادة دون إتمام عملية الاتصال بالآخرين وتبادل الحب والود معهم .
4- حاجات المركز والمكانة : وتتمثل فى الحاجات إلى احترام النفس والذات وهى الحاجات القريبة من قمة السلم أو نهايته ، والتى قد يصعب الوصول إليها لأنها تطلب أن يفهم افرد نفسه ويحترمها حتى يمكن له أن يفهم الغير ويحترمه .
5- الحاجة إلى إثبات الذات وهى أعلى مستوى للإنجاز البشرى طبقاً لفلسفة ماسلو ، وهى تقع فى المستوى الذى يستطيع فيه الفرد أن يفهم حقيقته ويدركها ،وأن يعرف قيمة كفاءته والقدرات الكامنة فيه ، ، ويسعى إلى تطويرها وتنميتها .

ويعرف الفرد الذى يصل إلى تحقيق هذا المستوى من الحاجات ، ( بالإنسان الذى استطاع – تحقيق اشباع كل حاجاته ) وهذا الفرد يقبل الواقع ولا يخشى التعامل مع الآخرين ، ولديه القدرة على الحكم على المواقف المختلفة ، وفهم شخصية الغير ، ولديه ملكة الابتكار ، وهو إنسان يقدر مساعدة الغير له ويقبلها ولديه القيم والمبادئ التى تعد أساساً فى تصرفاته وسلوكه اليومى ، وأخيرا .. فإن هذا الإنسان يكون على استعداد تام لأن يتعلم الجديد من أى إنسان آخر .

علاقة الحاجة بالدوافع

تمثل الحاجة غير المشبعة قوة كامنة داخل الإنسان تحثه على التصرف بحثاً من إشباع هذه الحاجات ، فالحاجات قوة دافعة لسلوك الفرد ، فاحتياج الأفراد للمأكل والمأوى ( الحاجات الأساسية ) يمل قوة دافعة لهم للبحث عن وسيلة لإشباع هذه الحاجات ، ولذلك كان السلوك الأول للإنسان قديماً هو الصيد والبحث عن مقام للإقامة ، وفى العصر الحديث أصبح العمل للكثيرين منا مصدراً أساسياً للحصول على الحاجات الأولية ، لما يوفره من دخل مادى يمكن للفرد من شراء هذه الحاجات وتوفيرها .
ولا يوفر العمل إشباعاً للحاجات الأساسية فقط ، بل نجد أنه يمثل مصدر لإشباع معظم الحاجات ، فهو يوفر حاجات الأمن ، والعلاقات مع الغير ، والمركز والمكانة ، واحترام الذات وإثباتها .




العوامل المختلفة لعملية الدوافع
الحاجات غير المشبعة
حاجات غير مشبعة وإعادة تقييم
البحث عن طريق
إشباع للحاجات
مكافأة أو عقاب
إنجاز وتقييم للإنجاز الذى تم
تصرفات لها هدف للإشباع
الفرد











علاقة الدافع بالمجهود والأداء لتحقيق العمل

قيمة المكافأة الفعلية التى يحصل عليها الفرد

قيمة المكافأة التى يتوقع الفرد الحصول عليها
المجهود
الأداء





الفرق بين ما يحصل عليه الفرد وما كان يتوقع الحصول عليه يوجد لديه الدافع لبذل مجهود أكبر يتمثل فى أداء أفضل بما يحقق فى النهاية الإشباع



معنى وخطوات الاتصال

عناصره
مرسل – مستقبل – رسالة – هدف
أنواعه
مبـاشر – غير مباشر
اتجاهاته
اتجاه واحد - اتجاهين – اتجاهات مختلفة – هابطة – صاعدة
يعتمد على
اللغة - اتجاه الاتصال – الأدوات المستعملة .
يحقق مهمته من خلال
الاندماج - التكيف / تبادل
مزايا الاتصال المباشر
المرونة – الوقت – الحوار
عوائقه
نفسية - تنظيمية - فنية






الجلسة الأولى : معنى وخطوات الاتصال
1- معنى الاتصال :
- عملية مشتركة هدفها نقل معلومات ذات غرض محدد ومن شخص لآخر ز
- تتطلب مرسل للمعلومات ومستقبل لها ( المعلومات والأفكار ) .


تغذية مرتدة
مرسل
مستقبل





مسمار الربط بين كافة أرجاء التنظيم الإدارى فهو الجهاز العصبى للمنظمة والتى تبعث فيها الحياة وتدفعها اقتراباً نحو الهدف وبدون الاتصال لا يكون هناك تنظيم .
2- خطوات عملية الاتصال :
تتمثل عناصر عملية الاتصال فى النموذج التالى :

الفكرة
تحويلها إلى رمز

التحويل

استقبال

ترجمة

التصرف
بيانات مرتدة







الخطوة الأولى
حدد المشكلة
- ما هى الظروف التى أوجدت لديك تلك الحاجة الملحة إلى أن ( تتكلم ) ؟؟
ما هى الحاجات التى ينبغى الوفاء بها ؟
- من هم المستقبلون ؟ وما عددهم ؟ هل هم متجانسون فى مصالحهم واهتماماتهم ؟ أم تنوعوا المصالح والاهتمامات ؟ هل لديهم معرفة بها طيبة وصحيحة بالمشكلة أم لديهم معرفة بها ولكنها ناقصة أو خاطئة أو مضللة ؟ هل هم معادون أم منصفون أم غير بالغين بالمشكلة على الإطلاق ؟ هل هم يتصرفون على نحو خاطئ أم هم لا يقومون بأى تصرف على الإطلاق ؟
- ما هى طبيعة العلاقة بين المرسل والمستقبل ؟ وما مدى قدرة المرسل على أن يطلب من المستقبلين تخصيص بعض وقتهم له ؟
إن التوصل إلى إجابات دقيقة لتلك الأسئلة المترابطة سوف يحدد إلى مدى بعيد الشكل النهائى لمجهود الاتصال ومدى كفاءته وفاعليته .
الخطوة الثانية
حدد الهدف الأساسى من الاتصال
- هل هو مجرد توصيل معلومة ؟ أم تحفيز وتنبيه الفكر ؟
- هل يسعى المرسل إلى إقناع المستقبل أو المستقبلين بعقيدة معينة ؟ أم أنه يحاول أن يقنع المستقبل أو المستقبلين بالتصرف على نحو ما بواسطة الأمر المباشر ؟ أم بالإقناع ؟ ( إذا كان المرسل يستخدم الإقناع فإن الاتصال يصبح جزءاً من عملية البيع )وبالتالى ما هو الفعل أو التصرف المرغوب ؟

الخطوة الثانية
قم بإعداد الصيغة النهائية للرسالة
- اجمع المعلومات المتصلة بالموضوع .
- ضع الأفكار العامة للمشروع .
- قم بإعداد مسودة الرسالة .

هل هى خالية من الثغرات ؟ هل تساعد حقاً على حل المشكلة .
وهذه المسودة يجب أن تكون بنّاءة قائمة على بحث ودراسة الحقائق وظروف الموقف والاعتبارات الأساسية فى الحالة والشرح والإيضاحات المرتبطة بالموضوع ، وإذا كانت الرسالة تدعو إلى اتخاذ إجراء ما ( محاولات "بيع") فإن المسودة يجب أن توضح أسلوب الاستجابة للرسالة .

الخطوة الرابعة
اجعل الرسالة ملائمة للمستقبلية
من الملاحظ أن كل مستقبل يهتم برسالة معينة بدرجات مختلفة ولأسباب مختلفة فيرجح أى رسالة ستلقى قبولاً أكب وبالتالى ستجد طريقها للتنفيذ إذا وضع المرسل هذه الاعتبارات بين عينيه :
- من عم المستقبلون .
- ما هى طبيعة اهتماماتهم ؟
- هل هم جميعاً مهتمون بالأمر بنفس الدرجة ؟
- هل من الضرورى تغليف الرسالة بمظهر جذاب أو مقبول ؟
- إذا كانت الرسالة تتطلب استجابة من نوع ما ، فما هى أسهل وسيلة يستجب بها المستقبل ؟

وبناء على الإجابات التى تحد لها لتلك الأسئلة قد يتضح أنه يوجد فى الواقع مجموعات متعددة من المستقبلين وقد يقتضى الأمر دراسة كل منهما على حده .


الخطوة الخامسة
أقم العلاقة ووطدها
- انتق الوسيلة أو وسائل الاتصال الأكثر ملائمة للهدف من بين وسائل الاتصال المتاحة .
- ضع الرسالة فى الصورة الأكثر ملائمة .

ومن السهل على المرسل أن يستسلم لإغراءات وسائل الاتصال وسحرها باستخدام وسائل التمايل لذاتها وخاصة حينما يكون هدف الرسالة غامضاً ولكن يجب ألا يغيب عن أذهاننا ، أن وسائل الاتصال وأساليبها الفنية ما هى إلا أدوات يستعان بها لتوصيل الرسالة وبالتالى يجب ألا تستحوذ تلك الأساليب على اهتمامنا إلا بالقدر الذى يتناسب مع دورها هذا .

الخطوة السادسة
قم بقياس النتائج
- هل الرسالة وصلت ، وفهمت ؟
- هل أحدثت الأثر المطلوب ؟
إن الحقيقة القائلة بأن نتائج الاتصال تستعصى على القياس الدقيق ، تؤكد ضرورة القيام بتقييم الاستجابة للاتصال تقييماً علمياً ونظامياً ، فالكثير من القرارات التى تتخذ والمعلومات التى بنيت عليها قرارات الاتصال الأولية تقوم – بحكم الضرورة – على الافتراضات والأحكام التقديرية ، وهكذا فإن تحليل الاستجابة للاتصالات يمكن أن يكشف عن معلومات مفيدة تساعد فى تحسين كفاءة الاتصالات التالية ولتخطيط برامج جديدة فى مجالات اتصالات أخرى .

وعند تقديرنا لنتائج الاتصالات ، من الضرورى أن نفرق بين رد الفعل تجاه رسالة وتجاه الفعل اتجاه علاقة … فالإعجاب للكتيب أو التصفيق للمحاضرة لا يعنى بالضرورة أن الرسالة قد فهمت وأن النتائج المرغوبة قد تحققت .
وبالمثل إذا كان هدف المرسل " بيع " بمعنى أن يقنع الآخرين بعقيدة أو أن يغريهم على القيام بعمل ، فإن رد الفعل السالب قد يشير إلى عدم الموافقة على الرسالة وليس الفشل والاتصال .

وهناك مقومات فى عملية الاتصال الجيد نوجزها فيما يلى :
1- وجود هدف يراد تحقيقه .
2- إقبال الأفراد ورغبتهم فى تحقيق الهدف .
3- وجود قنوات اتصال فعالة تجعل الأفراد فى حالة حركة دائمة لبلوغ الهدف ، وفى ضوء عملية الاتصال لابد وأن تكون الرسالة للآخرين ويكون هناك استعداد لقبول الرسالة من المرسل إليهم وهم العاملين فى المنظمة .
4- وساءل اتصال من أسفل إلى أعلى أو من أعلى إلى اسفل فلابد من وجود الرغبة فى عملية استقبال المعلومة أو الفكرة – الرسالة – حتى تحقق فاعليتها .


الجلسة الثانية
أهداف وأهمية الاتصال
أهداف وأهمية الاتصال:
1- تفهم الفرد للعمل المكلف به .
2- التعرف على مشكلات ومعوقات العمل .
3- تدعيم مفهوم العلاقات الإنسانية .
4- تحقيق التناسق فى الأداء .
5- تقليل الإشاعات فى التنظيم .
6- تحقيق الفاعلية لعمل الإدارة .
7- تدعيم المركز التنافسى للمنشأة .
8- تدعيم العلاقة مع المجتمع .

بدون اتصال لا يكون هناك تنظيم
الاتصال ضرورى لنقل المعلومات التى سيبنى عليها القرارات




اتجاهات ووسائل وأنواع الاتصال

مرسل

مستقبل

مستقبل

مرسل
فى اتجاه واحد
فى اتجاهين









اتجاهات الاتصال





مرسل
مستقبل
مستقبل
مستقبل
مستقبل
مستقبل
فى اتجاه مختلفة









مرسل
مستقبل
مستقبل

مستقبل
مرسل
مرسل
صاعدة
هابطة
















الجلسة الثالثة
اتجاهات ووسائل وأنواع الاتصالات :
يتوقف النجاح فى الإدارة إلى حد كبير على مقدرة المدير على تفهم الأشخاص الآخرين وعلى مقدرة الآخرين على تفهم المدير ، وليس من المبالغة فى شئ القول بأن الاتصال هو الوسيلة التى يتم بواسطتها توحيد النشاط المنظم وفى أى تنظيم مهما كان نوعه فإن نقل المعلومات من فرد لآخر تعتبر من الضروريات الجوهرية ، بواسطة هذا النقل يمكن تعديل السلوك وإحداث التغيرات وتحقيق الأهداف .

ويعتمد نجاح المدير على قدرته على الاتصال تماماً كما يعتمد على المهارات الأخرى ، ويساعد الاتصال الجيد على أداء الأعمال بطريقة أفضل ، والحصول على القبول للسياسات والفوز بتعاون الآخرين وجعل الأفكار والمعلومات تفهم بوضوح ، وإحداث التغيرات المرغوبة فى الأداء تعتمد كلها على الاتصال الكفء .

الاتصال وعملية الإدارة :
إن الاتصال وسيلة وليس غاية فى حد ذاته ، فهو يخدم كزيت التشحيم لكى يجعل تشغيل العلمية الإدارية يتم بسهولة ويسر ، والاتصال يساعد على إنجاز التخطيط الإدارى بفاعلية ، ويساعد على التنفيذ الفعال للتنظيم الإدارى والتطبيق الفعال للرقابة الإدارية ، هذا بالإضافة إلى ضروريته للتوجيه الإدارى ، والمدير كما تعلم يقوم بأداء العملية بفاعلية ، ويساعد على التنفيذ الفعال للتنظيم الإدارى والتطبيق الفعال للرقابة الإدارية ، هذا بالإضافة إلى ضروريته للتوجيه الإدارى ، والمدير كما تعلم يقوم بأداء العملية الإدارية والاتصال يساعده على أداء هذه العملية .

وينبغى معرفة الاتصال السليم هو نتيجة الإدارة القديرة وليس المتسبب فمن الممكن أن يكون الفرد ماهر فى الاتصال ومع ذلك يكون مديراً رديئاً ، ولكن المدير القدير دائماً ماهر فى الاتصال ،
وفى الواقع ينبغى عدم التفكير فى الاتصال كنشاط مستقبل ، فهو فى الحقيقة جزء من كل شئ يقوم به المدير تقريباً وإنها لمسئولية كل إدارى يتأكد من وجود اتصال واضح ومناسب مع من يعمل معهم .

ويجب على أن ينظر إلى الاتصال كعمله الأساسى ، حقاً إن الاتصال جزء هام من عمله الإدارى ولكن كجزء فقط ، وتعتبر صعوبة الاتصال من أكبر العوائق أمام الوصول إلى الإدارة الجيدة ، ولكن من الناحية الأخرى قد يكون سوء تنفيذ العملية الإدارية هو السبب الرئيسى للاتصال الضعيف السيئ .
وكثير ما نجد اهتماماً مركزاً على الوسائل والأدوات والأساليب لغرض تحسين الاتصال بينما المشكلة أو الصعوبة الحقيقية هى الإدارة نفسها ، ومن ثم كل الجهود التى تبذل لحل مشكلة الاتصال عن طريق الأدوات سيكون الفشل مصيرها ، أما الحل الأساسى فهو التنفيذ الممتاز للعملية الإدارية وخاصة عملية التوجيه التى تهتم أكثر من غيرها بهدف الاتصال والمقصود منه .

1- اتجاهات الاتصال :
إن الاتصال عملية مشتركة ، فمثلاً عندما يتكلم أحد الأفراد فإن فرد آخر ينصت له لكى يتعرف على رأى المتكلم وأفكاره ويحدد ما إذا كان من الممكن التقاء أفكارهم أم ن هناك اختلافاً بينهما ، ومن الناحية الأخرى فإن المتكلم يهتم بمعرفة رد فعل المستمع ، وأن تجاهل رد فعل المستمع أو إظهار عدم الاهتمام به يعتبر من الأمور الخطيرة التى تقضى على الاتصال الفعال ، وإن مجرد الكلام أو الكتابة دون اعتبار لرد فعل أو تجاوب المتصل به سيؤدى إلى سوء الفهم وإلى العداوة والاعتراض .

وهذا يقودنا إلى مسالة ينبغى تذكرها دائماً وهى أن كل اتصال له اتجاهين فالمدير يبلغ ، ويعلم ، ويطلب ولكن لكى يكون الاتصال فعالاً فيجب عليه أيضاً أن يستمع ، ويسأل ويفسر ، ومن أفضل الوسائل للتأكد من تفهم المستمع وقبوله وتشجيع المستمع على التعبير عن آرائه وتوجيه ما يراه من الأسئلة ، وعندما يتحرك الاتصال بحرية فى الاتجاهين ، يمكن الفوز بتبادل للأداء والمفاهيم مع فتح الطريق أمام تفاهم أكبر .

وعندما يكون الاتصال له اتجاه واحد فقط ، كأن يكون من رئيس إلى مرؤوس فإنه يفشل فى الأخذ فى الحسبان د فعل المرؤوس لهذا الاتصال فالشخص قد يستمع إلى رسالة أو يقرؤها ومع ذلك قد لا يفهمها ، ومن ثم فإن الحصول على الاتصال الفعال يستلزم بالضرورة أن يلم المتصل برد فعل المتصل به ، وإنه لخطأ كبير من جانب المدير أن يعتقد أن عمله هو الاتصال بمرؤوسيه الذين ليس هلم حق الاتصال به ، وينطوى الاتصال على الكلام والاستماع والكتابة والملاحظة و التفهم ، هذا يؤيد ضرورة توافر الاتجاهين فى كل اتصال .

وسائل الاتصال :
هناك نوعان من وسائل الاتصال – النوع الرسمى والنوع غير الرسمى – والنوع الأخير هو الذى تستخدمه جماعات التنظيمات غير الرسمية فى المنشأة وهو يتمتع على درجة عالية من التصديق من جانب أعضاء هذه الجماعات ، وبالرغم من ذلك فإن معلوماته لا تأتى من مصادر رسمية ، ومن ثم يمكنه أن ينقل معلوماته لا تأتى من مصادر رسمية ، ومن ثم يمكنه أن ينقل معلومات لا تمثل الحقيقة وكذا الإشاعات وما شابه ذلك ، وفى هذه الناحية يمكن حظر الاتصال غير الرسمة .
ولكنه نشاط طبيعى فى أية منشأة وسيكون موجوداً عندنا طالما أن هناك جماعة من الأفراد تعمل مع بعضها البعض ولها مصالحها واهتماماتها الخاصة وأمام هذه الحقيقة فإن المدير العملى يستخدمه كجزء من مسالك الاتصال للمنظمة كلما أمكنه ذلك ، أما وسائل الاتصال الرسمى فتتضمن بالإضافة إلى المسالك التنظيمية المحددة العديد من الوسائل منها الآتى :
1- المقابلات الخاصة .
2- الاجتماعات على مستوى الإدارة أو القسم .
3- الاجتماعات العامة .
4- المؤتمرات .
5- المكالمات التليفونية .
6- المحلات والجرائد الداخلية ( التى تصدرها الشركة ) .
7- التقرير السنوى للموظفين .
8- الخطابات البريدية المباشرة .
9- الملصقات على الحائط .
10- النشرات الدورية .
11- النشرات الخاصة .

ويلاحظ أن كل وسيلة من الوسائل السابقة لها استخداماتها الخاصة .
ولذا نجد أن اختيار إحداها تتوقف على عدد من الاعتبارات مثل نوع الرسالة المطلوب توصيلها ومجى أهميتها ودرجة السرية الواجب توافرها وعدد المطلوب الاتصال بهم ، السرعة اللازمة فى الاتصال ، والتكلفة التى يمكن تحولها .
وعلى ضوء مثل هذه الاعتبارات وغيرها يمكن للمدير أن يختار الوسائل التى تحقق فاعلية الاتصال .

2- تصنيف الاتصال
لأغراض تتعلق بالمزيد من الدراسة والمناقشة ، ويمكن تصنيف الاتصال إلى عدد من المجموعات الشائعة الأخرى ، وفى هذا المجال ستقوم بملاحظة أربعة تصنيفات إضافية وهى :
1- الاتصال المتجه إلى أسفل .
2- الاتصال المتجه إلى أعلى .
3- الاتصال الشفهى .
4- الاتصال الكتابى .

** الاتصال إلى أسفل :
يتدفق هذا الاتصال من قمة التنظيم إلى أدنى المستويات الإدارية فى المنشأة ، ويعرف هذا الاتصال عادة بالتوجيهات والتى تنطوى القواعد والأوامر والتعليمات والتوجيه وهو مثل أى نوع آخر من الاتصال هو أداة لنقل المعنى بين شخصين أو أكثر ، والغرض من التوجيه هو خدمة حاجات مستخدمة نهائى – أى الشخصى الذى يستلمه - حيث بإرشاده ومساعدته لتحسين عمله ، ومن المهم جداً أن تسند مسئولية إعداد التوجيهات فى المناطق أو المجالات المعينة إلى العناصر الإدارية المسئولة بالفعل عن وظائف هذه المنطقة من العمل .

وبالإضافة إلى كون القواعد نوع من الخطط يمكن النظر إليها كوسيلة لتوجيه ، فهى تعمل على تشجيع العاملين وحصرهم للسير فى السبل المنشودة ومن الناحية الأخرى فهى تساعد على توفير جهد المدير لأنها تجعل من غير الضرورى قيامه باتخاذ قرار كلما ظهرت حالة فردية .

وتعد التعليمات من أدوات الاتصال إلى أسفل وهى نوع من الأوامر تكون عادة مكتوبة وتقدم المعلومات أو المعرفة المتعلقة بالطريقة التى يوصى بها أداء نوع معين من المهام ، وتؤكد التعليمات على ناحية كيفية الأداء للعمل ، ومن ثم فإن استخدامها يضمن التنفيذ الصحيح والمنمى للعمل ، وتعطى التعليمات لكل أنواع المواقف المتوقع ظهورها عند تنفيذ مهمة معينة ، ولذا فإن الغرض منها هو ضمان استخدام مدخل مستمر وموحد عند تنفيذ العمل ى كل المستويات الإدارية بالرغم من أنها أكثر انتشاراً فى مستوى العمل التشغيلى .

** الاتصال إلى أعلى :
هناك العديد من أنواع الاتصال إلى اعلى ولكن مناقشتنا ستقتصر هنا على التقارير وهى نوع هام من الاتصال فى كل منشأة ويكون من الصعب إدارة المنشأة بدونها ويمكن التفكير فى التقرير كمعلومات قائمة على أساس الحقائق وموجهة لأشخاص لغرض محدد وتستخدم التقارير للاتصال بالمديرين وتعتبر المديرين ، وبالعملاء وتكون بخصوص موضوعات ذات طبيعة فنية أو تشغيلية .
ويجب أن يسبق التقارير الفعالة تفكيراً واضحاً وتخطيطاً دقيقاً ، وإن كتابة التقرير من واقع هيكل معد بدقة والتفصيل تعتبرا أمراً مفيداً للغاية ، وإذا لم يتمكن الفرد من وضع الخطوط العريضة لمواده وبياناته ومعلوماته فإنه لن يتمكن من تكوينها على شكل كامل وذى معنى ، هذا مع ضرورة استخدام عناوين للموضوعات لتسهيل فهمها وتتبعها .

الاتصال الشفهى :
تعتبر الخطبة من أقدم الأدوات التى يستخدمها المديرون للقيام بتنفيذ أعمالهم ، والاتصال الشفهى يوفر الوقت ويسمح بالاتصال الشخصى ، ويخلق روح الصداقة والتعاون ويشجع الأسئلة والإجابات ، ويجب على المدير أن ينمى قدرته على الكلام بفاعلية ، ولا يمكنه تحقيق ذلك إلا بالعمل الجاد مع ضرورة الممارسة الفعلية للكلام والخطابة .

وفى حالة المؤتمرات وغيرها من الاجتماعات المشابهة ، فإن المشاركة الجماعية تعتبر على جانب كبير من الأهمية ، كما ينبغى أن يشجع الاجتماع على تبادل الآراء بين الجماعة ، ويعتبر الإعداد الدقيق لهذه الاجتماعات من الأمور الضرورية حتى يمكن تغطية موضوعات ومجالات محددة ، ومن المفيد إعلام المشتركين فى المؤتمر قبل انعقاده بفترة كافية بالموضوعات التى ستتناولها المناقشة مع تفهمهم بخصوصها ومثل هذا الإجراء يمنح الأعضاء الفرصة للتفكير الجاد فى هذه الموضوعات ومن ثم تزداد اسهاماتهم .

** الاتصال الكتابى :
يمكن تحسين معظم العمل الإدارى عن طريق تحسين الاتصال الكتابى ويعتمد الكثير من الموظفين على الكلمات المكتوبة لعرض معرفة كيفية إنجاز أعمالهم ، يضاف إلى ذلك أن التقارير والتعليمات والمذكرات المكتوبة والمنشورات المطبوعة وغيرها تعتبر من الأمور الحيوية للقيام بالعمل الإدارى .

والاتصال الكتابى هو الذى يجعل من المستطاع نقل نفس المعلومات بالضبط إلى عدد كبير من الأفراد هذا مع إمكان الرجوع إليها فى المستقبل ويمكن شرح هذه المعلومات والبيانات بعدة طرق مختلفة مع تقدير الكثير من التفاصيل أن استدعى الأمر لذلك .

الجلسة الرابعة
التوجيه والاتصال
التوجيه يعتبر من أهم أعمال القيادة ، ودورها ينحصر فى توجيه العاملين إلى الطريق الصحيح وتعديل مسارات الأداء ويتم ذلك فى كافة الأنشطة الإدارية بالمنظمة ، حتى يتحقق العمل بأكبر فاعلية ممكنة .
ونرى أن عملية التوجيه مرتبطة بالاتصال فالتوجيه يتم من المدير – القائد – إلى المرؤوسين فى المنظمة والاتصال بهم لتوجيه جهودهم نحو أهداف المنظمة .
والتوجيه السليم يتطلب توافر المعلومات اللازمة عن الأداء الفعلى للعاملين وقياس ذلك الأداء بالعمل السابق التخطيط له لمعرفة مقدار الانحراف عن الخطة ثم توجيه الأفراد إلى الالتزام بالأداء وفقاً للخطط والبرامج الموضوعة مسبقاً .
والتوجيه يشمل التدريب بطريقة غير مباشرة ، فنجد مثلاً ا، المدير أو رئيس القسم حينما يقوم بتوجيه العاملين معه فى تصحيح الأداء فهو يدربهم ويعمل على تنمية مهاراتهم .

هدف التوجيه :
بين العديد من كتاب الإدارة أن التوجيه كوظيفة إدارية تهدف إلى تنفيذ الأعمال المخطط لها تنفيذا صحيحاً والوصول إلى الهدف المنشود فى المنظمة بأحسن كفاية ممكنة .
وبالتالى فنرى أن الوظيفة التوجيهية هى وظيفة دائمة ومستمرة طالما هناك أداء فى المنظمة وتتطلب قدراً كبيراً من التفكير والابتكار ومعرفة قدرات الأفراد وإمكانيات العاملين معهم والمداخل الصحيحة لتوجيههم بما يتناسب مع المواقف المختلفة ، فهى وظيفة تتم بالاتصال بين طرفين أحدهما فى مستوى تنظيمى اعلى من الطرف الآخر .

شروط التوجيه الناجح :
حينما يتم تنفيذ عملية التوجيه لابد وأن يكون وفقاً لعدد من الشروط التى تحقق له الفاعلية وهى :
1- ضرورة التأكد من الحاجة إلى التوجيه وذلك بعد التأكد من وجود خطأ أو انحراف فى الأداء وإلا سيكون للتوجيه أثر سلبى على المرؤوس .
2- التوجيه لا بد وأن يكون فى إطار مناسب وفى مكانه المناسب ، وذلك بأن لا تتم عملية توجيه العاملين أمام زملائهم حتى لا يشعروا بالإحباط وحتى لا يشمت فيهم زملاؤهم .
3- توجيه الفرد يكون بمفرده وبمعزل عن الآخرين وذلك فى حالة التأكد من ارتكابه خطأ فى العمل .
4- يفضل أن يتم التوجيه فى حالة ظاهرة اجتماعية ، بطريقة غير مباشرة بمعنى أن يقول المدير عندما يريد توجيه العاملين " ما بالكم إذا كان هناك أفراد يقومون بعمل كذا ولكن نظراً لأن سياسة المنظمة لا تتفق وهذا الأداء فعلينا جميعاً أن نفعل كذا ... وكذا الخ .
5- على الأفراد أن يتقبلوا التوجيهات والنصائح من رؤسائهم كما هى دونما أخذ الأمور بصفة شخصية أو بحساسية زائدة .
6- على الموجهين مراقبة تصحيح الأداء وفقاً لتوجيهاتهم وتشجيع الملتزمين بالتصحيح ، والعمل على زيادة إعطاء الفرصة لمن يؤدى واجبه ويصحح أداءه بغير قصد .

ركائز التوجيه
هناك ركيزتان للوظيفة التوجيهية وهى :
أ‌) وحدة الهدف .
ب‌) وحدة الأمر ( التوجيه )

أ‌) مما لا شك فيه أن وحدة الهدف تؤدى فى النهاية إلى تماسك أرجاء المنظمة فى سبيل الوصول إلى الهدف الموحد ، بعكس الأمر إذا ما اختلفت الأهداف نجد أن التوجيهات تختلف فى ضوء الاختلاف فى الأهداف ، وبذلك تتشتت جهود العاملين فى المنظمة ، ومثال على ذلك فى حالة إذا ما كان هناك أهداف غير موحدة لإدارات المنظمة مثل إدارة الانتاج وإدارة المبيعات ، فنرى أن إدارة المبيعات تسعى إلى تحقيق أكبر مبيعات ممكنة من السلع التى تنتجها المنظمة ، وإدارة الانتاج تسعى إلى تحقيق أكبر إنتاج ولكن هناك تضارب واختلاف مع سبل تحقيق تلك الأهداف ، لأن إدارة المبيعات حتى تحقق هدفها ، فهى تطلب من إدارة الإنتاج أن تنوع من منتجاتها وتشكلها لتواكب حالة المستهلكين وتشبع رغباتهم ، وفى نفس الوقت نرى أن إدارة الانتاج لكى تحقق هدفها فهى تريد أن يكون انتاجها نمطى وبلا تعقيد أو تشكيل مما يؤثر على الكم الانتاجى لها .
وهنا نرى أن الأهداف غير متجانسة بين كلا الإدارتين وبالتالى فهى تؤثر فى تحقيق هدف المشروع النهائى ، ولهذا لزم الأمر ضرورة وحدة الهدف العام للمنظمة وهى انتاج تشكيلة وفقاً لسياسة معينة وأخذ هذا الامر فى الحسبان عند مساءلة إدارة الانتاج فى ضوء تحقيق الهدف العام للمشروع .
ب‌) أما بالنسبة لوحدة الأمر فهو من المبادئ الإدارية الهامة والتى لا غنى عنها فى تحقيق فاعلية الوظائف الإدارية وأهمها وظيفة التوجيه .

لأن الأوامر إذا كانت من اتجاهات مختلفة فسوف تؤثر بطبيعة الحال على العاملين ، فمثلاً إذا كانت هناك إدارة للحركة والنقل وتعددت الأوامر لهذه الإدارة من قبل الإدارات الأخرى باعتبار أن كل إدارة تريد أن تستأثر بخدمات النقل والمواصلات لها ، لسهم لساهم ذلك فى إرباك الحركة ولكن إذا كانت التعليمات لإدارة النقل من جهة واحدة عليا – مثل رئيس القطاع أو المدير العام – فإن ذلك سوف يحسم التضارب فى الأداء وسوف ينظم عمل هذه الإدارة فى ضوء ترتيب الأعمال وفقاً لأهميتها فى تحقيق هذه المنظمة .

أدوات التوجيه :
هناك من الادوات المستخدمة فى عملية التوجيه نعرض هنا بعضها مثل :
1- إصدار الأوامر .
2- إصدار التعليمات كما يلى :

أولاً الأوامر ORDERS
تعرف الأوامر بأنها – القرارات التى يصدرها المدير – ويطلب من مرؤوسيه – كلهم أو بعضهم – حسب الأحوال وتنفيذها .
والأوامر من أهم وسائل التوجيه ، إذ قد يتطلب من خلالها بوقف عمل ما أو بدء عمل أو تحريك عمل ساكن وتعديل مساره .
وفى جميع الأحوال لابد وأن تكون الأوامر واضحة وكاملة وتحدد الواجبات بدقة ، ويستحسن البعض أن تكون الأوامر بصفة ودية – غير رسمية – حتى يتعاطف معها منفذوها ، ولكن هذا يتوقف على درجة الثقة بين المدير ومرؤوسيه .
وإصدار الأمر ليس غالية فى حد ذاته ولكنه وسيلة إدارية من أجل تحقيق الأداء بأفضل أسلوب .

خصائص الأمر الجيد
هناك العديد من الخصائص التى تجعل الأوامر فى صورة جيدة مثل :
1- يجب أن يكون الأمر معقولاً وقابلاً للتنفيذ حتى لا يؤثر على معنويات العاملين بالسلب وحتى يؤثر فى العلاقة بين الأفراد ومرؤوسيهم وذلك استناداً إلى قوله تعالى " لا يكلف الله نفساً إلا وسعها "
2- يجب أن يكون الأمر كاملاً ، بمعنى ألا يترك استفسارات حول كيفية تنفيذه ومتى نبدأ فى التنفيذ ومكان التنفيذ ……الخ .
3- يجب أن يكون الأمر واضحاً ، بمعنى أن يفهم العاملون ماذا يراد بذلك الأمر وحتى لا يترك مجالاً لتفسيرات مختلفة ، فلا يكفى إطلاقاً أن يكون الأمر واضحاً فى ذهن المدير ، بل لابد من التأكد من أنه واضح وغير عرضة للتأويل وبالتالى نضمن تنفيذ المطلوب بالفعل .
4- أن يكون الأمر مكتوباً وفى هذا يكون هناك دليل على وجود الأمر وبيان لماهيته ولمن أصدره ، لأن الأوامر التى تعطى شفاهية تكون أقل تأثيراً وأقل فهماً من العديد من الأفراد أو قد يختلفوا فى تفسيرها .
وهناك مثال على ذلك ، إذا أن أحد الأساتذة فى إحدى الجامعات الأمريكية قد أعطى ورقة مكتوبة لأحد الطلاب وبها عبارة واحدة وقال هذه العبارة للطالب شفاهة دون أن يسمعها الآخرين وبلغه بأن ينقلها ويعطيه الورقة مغلقة ، وبعد نقل الورقة بين طلاب الفصل ونقل العبارة شفاهة معها دونما معرفة ما بهذه الورقة سأل الأستاذ آخر طالب فى القاعة ما هى العبارة التى وصلتك شفاهة فقال عبارة ثم طل بمنه أن يفتح الورقة التى وصلته ويقرأ ما فيها ، ففتح الورقة وقرأ عبارة أخرى لا تمت بصلة للعبارة التى قالها .
وبهذه التجربة أثبت الأستاذ للطلاب أن الأوامر الشفوية إذا تناقلت بين عدة أفراد فسوف تصل فى النهاية على غير ما كانت وبالتالى فإن الأوامر المكتوبة تكون أكثر فاعلية .

ثانياً : التعليمات
الأداة الثانية الهامة من أدوات التوجيه هى التعليمات وتعرف بأنها : الإيضاحات التى يصدرها المدير لتوضيح الكيفية التى يجب أن يتم بها التنفيذ الفعلى والواجبات التى صدرت الأوامر بشأنها .

وتتميز التعليمات بأنها أكثر تفصيلاً وتوضيحاً لكيفية أداء الأعمال وبيان الخطوات اللازمة لهذا الأمر والتى يجب اتباعها فى عملية التنفيذ .
وتتضح أهمية التعليمات من أنها تساعد التعليمات من أنها تساعد العاملين فى المنظمة على معرفة الأسلوب الأمثل لإنجاز العمل المكلف به .





مهارات خاصة فى الاتصال


الجلسة الأولى
الاتصال الفعال

عناصر الاتصال الفعال
لكى تجعل اتصالك فعالاً يجب أن تراعى ما يلى :
1- يجب أن تأخذ فى اعتبارك أن الاتصال عبارة عن علاقة تبادلية إنسانية ، أى هى تأثير الناس على الناس .
2- حدد أهدافك من الاتصال مع مراعاة الكيفية التى يمكن أن يفسر بها الطرف الآخر هذه الأهداف ويتجاوب معها ، وكما أن عليك أن تتفهم أهدافه التى تتعارض أو تختلف مع أهدافك .
3- قبل الاتصال عليك أن تكتشف الأشياء التى تثير اهتمام الطرف الآخر والأشياء التى قد تثير شكوكه أو ضيقه أو غضبه .
4- يجب أن تكن رسالتك ذات قيمة للطرف الآخر على حسب مفاهيمه للأشياء ذات القيمة .
5- تذكر أن الاتصال الفعال يعتمد على التفسير الجدي للرسالة ، أى شرح المعنى بأسلوب تحفيزى يتقبله الطرف الآخر ويفهمه بناء على خبراته ومعلوماته السابقة .
6- تذكر أن فى المقابلة الشخصية ( لوجهاً لوجه ) غالباً ما تعتبر طريقة المخاطبة أهم كثيراً من المعنى .
7- تذكر أنك تعبر عما تريد أن تقوله بعدة وسائل هى : ( الكلمات ووضع الجسم ، وتعبيرات الوجه ، ونبرة الصوت ، والتركيز على المقاطع ) .
8- تذكر أن لغة المشاعر والاحساسات تكون أغلب الأحيان أكثر إقناعاً من لغة العقل .
9- تخير الكلمات مع الأخذ فى الاعتبار تأثيرها المحتمل على العقل والعواطف
10- تذكر تماماً أنك مهما كنت حريصاً فإنك غير معصوم من الخطأ وأن من الصعب على الإنسان أن يميل إلى شخص يتعالى عليه بمعلوماته .
11- عليك أن تعطى الطرف الثانى وقتاً كافياً للاشتراك فى الحوار .
12- كن حساساً لوقع الصمت المعبر عن الاتصال .
13- حول أن تتنبأ بالاستقبال المحتمل لرسالتك من الطرف الآخر
14- تعرف على مدى احترام الطرف الآخر لك ، وعلى أسبابه
15- ليكن كلامك فى حدود العلاقة التى تربطك بالطرف الآخر ولا تتعده هذه الحدود .

مهارات خاصة فى الاتصال الفعال
الجلسة الثانية : مهارات خاصة فى الاتصال الفعال
أ ) مهارات الحديث
هناك عدد من الطرق الخاصة بتحسين مهارات الاتصال عند الحديث ، وهذه الطرق هى :
1- استخدام النغمة السهلة وأن يكون إيقاع اللفظ سهل وغير رسمى ويمكنك استخدام اسم الشخص فى المخاطبة حسب نوعية العلاقة .
2- استخدام المعلومات المألوفة ولا تجهد المستمع بالمعلومات الفنية .
3- كن صريحاً عندما يوجه الآخرون سؤال معين ، مع إعطاء أكبر قدر من المعلومات .
4- أحسن استخدام الدعابة لتخفيف حالة القلق ولا تسرف فى استخدامها .
5- تلاشى الحكم السريع على المواقف والأحداث والأشخاص .
6- تحكم فى حركات شفتيك وحواجبك .
7- راعى عامل السرعة فى الحديث فلا تبطئ ولا تسرع بل اعتدل فى السرعة فى الكلام .
8- ابتعد عن التهديد فى المناقشة .

ب‌ ) مهارات كتابية :
هناك عدد من العوامل التى يجب مراعاتها لزيادة مهارة الكتابة وهذه العوامل هى :
1- يجب مراعاة عناصر التكاليف المرتبطة بالكتابة وبالتالى فيجب أن نسأل أنفسنا فى كل مرة نعد فيا خطاباً أو أوامر …………الخ هل هذا الخطاب ضرورى حقيقة ؟ هل هذا الخطاب كافى ؟ هل هذا الخطاب فعال ؟ هل يوجد بديل آخر للاتصال دون استخدام هذا الخطاب ؟
2-يتعين عند الكتابة تقسيم الرسالة أو الخطاب إلى فقرات من حيث المقدمة والمحتوى والنهاية .
3- اجعل مقدمة الخطاب بسيطة ؟
4- استخدم الكلمات البسيطة وتجنب الكلمات الثقيلة عند الكتابة .
5- تجنب التكرار .
6- لا تستخدم الكتابة فى الرسائل والاتصالات التى يكون فيها نقل المشاعر مهمة .
7- أحسن تقديم الرسالة مع استخدام اللغة الاقتصادية .
8- حدد الغرض الرئيسى من كل خطاب .
9- قسم الخطابات والرسائل إلى أربع مجموعات : * مجموعة خاصة بالمعلومات الروتينية أو رسائل الأخبار . * رسائل الرفض أو الإخبار السيئة . * رسائل الإقناع والتحرير .* رسائل خاصة بالمشاركة فى ممارسة أعمال معينة .
10- احضر العوامل التى تساعد على تحسين الخطابات المنظمة .
11- نظم دورات تدريبية إذا لزم الأمر لتحسين مهارات الكتابة .

ج ) مهارات الإصغاء :
فيما يلى بعض الإرشادات المفيدة عند التخاطب وجهاً لوجه :
1- قف عن الكلام فلا تستطيع الإصغاء وأنت تتكلم .
2- ضع المتكلم فى وضع مريح وطبيعى وبالتالى يمكن مساعدة المتحدث على الكلام بحرية .
3- أشعر المتكلم برغبتك فى السماع وذلك من خلال المتابعة باهتمام ومحاولة التفهم بدلاً من المعارضة .
4- تحرر من الذهول والارتباك وذلك بضبط تصرفاتك وعدم الانصراف إلى أشياء أخرى .
5- شارك وجدان المتكلم .
6- كن صبوراً يلزم السماع لأكبر وقت مع عدم مقاطعة المتحدث .
7- اضبط أعصابك حيث أن الشخص الغضبان يستقبل المعنى بقصد خطأ .
8- كن سهلاً فى مناقشتك فلا تضع الناس فى موقف دفاعى قد يصل إلى حد الغضب .
9- اطرح بعض الأسئلة وذلك يشير إلى إصغائك ومن الأفضل أن تقدم أشياء موضوعية .
10- قف عن الكلام هذا هو الإرشاد الأول والأخير نظراً لتوقف الإرشادات الأخرى عليها حيث أنه : * قد أنعم الله علينا بأذنين ولسان واحد ومن هنا يجب الإصغاء أكثر من الكلام . *يتطلب الإصغاء أذنين أحدهما لفهم القصد والأخرى للإحساس . * متخذى القرار الذين لا يصغون توجد لديهم معلومات أقل لاتخاذ قرار سليم .


دور الإدراك فى ضمان تحقيق فعالية الاتصال
معنى الإدراك
يتطلب بقاء الإنسان على قيد الحياة أن يتعامل مع البيئة المحيطة به ، والتى تشمل العديد من العناصر منها الأفراد المحيطة به ، والحيوانات ، والنبات والجماد .
وتتم عملية التعامل أو التفاعل مع هذه العناصر من خلال عملية معقدة لها مراحل متعددة ، تبدأ باستقبال المعلومات أو المثيرات الصادرة عن عناصر البيئة عن طريق الحواس ، ثم تنتقل هذه المعلومات إلى مراحل التحليل والفهم التى يقوم بها المخ .
وبناء على الفهم يتحدد رد الفعل أو السلوك تجاه مصادر هذه المعلومات ، ويطلق على عملية التفاعل أو الاتصال بالبيئة الخارجية " الإدراك " وعلى ذلك :
الإدراك هو عملية استقبال المثيرات الخارجية وتفسيرها بواسطة العقل تمهيداً لترجمتها إلى معانى ومفاهيم تساعد على اختيار رد الفعل أو السلوك المناسب .

** كيف تتم عملية الإدراك .. ؟
تبدأ عملية الإدراك حينما يتعرض الفرد إلى مثيرات خارجية تستقبلها حواسه ( السمع ، البصر ، المذاق ، الشم ، أتلمس ) ثم تتولى هذه الحواس نقل المثيرات إلى المخ فى صورة نبضات عصبية مما ينتج عنها الإحساس ، أو الشعور بالضوء والصوت والرائح والمذاق .
ويلعب النظام العصبى المركزى فى الإنسان دوراً أساسياً فى عملية تحويل المعلومات من المثيرات إلى المخ ، الذى يقوم بدوره بترجمة هذه المعلومات إلى معانى ، وبمعنى آخر تحليل وفهم المثيرات .

والسؤال الآن :
إذا كان كل منا مزوداً بالنظام الإدراكى ، فلماذا يختلف الأفراد فى فهمهم وتفسيرهم عندما يتعرضون إلى موقف واحد معين ( مثير ) ؟
والإجابة
تكمن فى أن عملية الإدراك تتأثر بمجموعة كبيرة من العوامل التى تلعب دوراً هاماً فى الطريقة التى يتم بها تحليل وتفسير وفهم المثيرات ثم تحديد رد الفعل المناسب .

** العوامل التى تؤثر على عملية الإدراك :
1- الحواس وقدراتها على الاستقبال .
2- الخبرات السابقة والمعلومات المختزنة لدى الفرد .
3- البيئة الحضارية التى يعيش فيها الفرد .
4- الدور الاجتماعى الذى يشغله الفرد .
5- القيم الدينية التى يؤمن بها الفرد .
6- المستوى الثقافى والتعليمى للفرد .
7- توقعات الفرد لما سيتم استقباله من مثيرات .
8- المشاعر والاتجاهات والحاجات الكامنة لدى الفرد .

بعد استعراض العوامل المسببة للتحفيز غير المعتمد يمكن القول أن الفرد لا يرى الصورة الكاملة ولكن يراها من خلال نفق ودرجة اتساع هذا النفق تتوقف على العوامل السابق ذكرها وعلى ذلك يمكن القول بأن الموضوعية المطلقة هدفاً بعيد المنال ، ولكن هل تمثل هذه الحقيقة مشكلة فى حياتنا ؟
والإجابة
أن صعوبة الوصول إلى الموضوعية المطلقة مثل قوة لأن الابتكار والتجديد والتقدم البشرى كان وليد رغبة الفرد لانتقال من الموضوعية النسبية إلى الموضوعية المطلقة .

معوقات الاتصال بالآخرين
مقدمة :
كثيراً ما تصدر منّا أقوال أو أفعال تؤدى إلى عزوف الطرف الآخر عن الاتصال أو تردده أو حمله على اتخاذ موقف دفاعى فى الحديث معنا .
وبالرغم من صعوبة التخلص نهائياً من معوقات الاتصال هذه ، إلا إن التقليل منها أو استبعادها إلى حد ما أمر مرغوب فيه لتسير عملية الاتصال وزيادة فاعليتها ، وتحقيقاً لهذا الهدف فإننا نستعرض فيما يلى أشد هذه المعوقات ضرراً وأكثرها حدوثاً فى الحياة العملية .
· التسرع فى التقييم أو التعليق .
· استخدام العبارات التقريرية والتخصصية .
· مقاطعة الآخرين .
· الغضب عند المقاطعة أو الاستفهام .
· الاستئثار بالحديث .
· أسئلة الاستدراج .
· التهكم والسخرية .
· التركيز على الأخطاء .
· المجادلة .
· ممارسة بعض العادات المعوقة .

ولعله من المناسب أن نقف قليلاً عند كل من هذه العناصر كل على حده .
1- التسرع فى التقييم أو التعليق :
كثيراً ما يكون التسرع فى التقييم وإبداء الملاحظات مسار شكوى الكثيرين إذ أن التسرع فى الاستنتاج وإصدار الاحكام قبل الإلمام بأكبر قدر من المعلومات يؤديان إلى إصدار التعليمات غير المفيدة ، والأحكام غير الناضجة ، ولعلنا نحسن صنعاً إذ استرشدنا بهذه القواعد .

قواعد إرشادية :
1- الالتزام بمبدأ تأجيل الحكم أو التروى بمعنى أن تحتفظ باستنتاجك وتعليقاتك إلى أن تنتهى مناقشة جميع الأفكار .
2- لا تتوان عن توجيه الأسئلة الإيضاحية حتى فى الحالات التى تشعر فيها بإلمامك بكل المعلومات .
3- تأكد من معنى الحركات التعبيرية التى قد تلاحظها .
4- استوضح تعليقات الآخرين والنقاط التى يناقشون فيها بإثارة الأسئلة .
5- تأكد من استيعابك لكل النقاط والمسائل كما يراها الطرف الآخر وليس كما يحلوا لك أن تراها .
6- استخدم مهارات الاستفسار والاستماع الفعال .

2- العبارات التقريرية والتخصصية .
عندما نستخدم العبارات التقريرية أى تلك التى تعيد التقرير والحسم أو العبارات التخصصية تلك التى تفيد التخصيص فأنت تدفع الآخرين إلى اتخاذ جانب الدفاع والمقاومة ، فلو أنك استخدمت إحدى هاتين العبارتين مع أحد المتعاملين معك :
" دائماً تأتى متأخراً " أو " لم يحدث أن جئتنى بعملية خالية من المشاكل "
فأنت تلقى بقفازك فى وجهه مما يضطره إلى الدفاع عن نفسه ، وبدلاً من أن يبدأ حديثاً عادياً معك فإنه يجتهد فى البحث عن أحد المواقف التى تثبت خطأ ما قلت أو عكس ما قلت ، وعندما يحدث هذا تضيع الرسالة الأساسية التى تود توصيلها فى معركة التفاصيل إذ تبدأ درجة الاستماع فى الانخفاض رويداً رويداً حتى تتلاشى وينسى كل منكما المشكلة الحقيقية والحل المطلوب لها .

قواعد إرشادية :
1- تحاشى العبارات التخصيصية والتقريرية كلما أمكن ذلك ، فاستخدامها يؤدى دائماً إلى خلق حالة من القلق .
2- استخدام العبارات التقريرية فى التعبير عما تريد مثل " يبدو لى أنك سجلت كثيراً من كشوف المتأخرين فى الأيام الأخيرة " فمثل هذا التعبير يؤدى إلى الاسترخاء النفسى للطرف الآخر ويجنبك دفاعه .
3- استشهد ببعض المواقف التى تؤيد ملاحظاتكم التقريبية .


4- مقاطعة الآخرين :
لا شك أن مقاطعة الآخرين هى أخطر ما يهدد استرسال الآخرين فى الحديث والمناقشة المجدية ، فمقاطعة الآخرين تشل تفكيرهم وتسبب لهم الارتباك وبالطبع النتيجة الحتمية لذلك قليلاً من المعلومات وكثيراً من الضوضاء .

إن أكثر الأضرار التى تنجم عن المقاطعة ذلك الأثر النفسى الذى ينتاب الآخرين فهى تعنى بالنسبة لهم عدم الاكتراث بهم وعدم الاهتمام بأفكارهم مما قد يدفع بهم إلى الانسحاب والاختصار فى الحديث .

قواعد إرشادية :
1- تجنب مقاطعة الآخرين .
2- ركز الإنصات على النقاط الرئيسية .
3- أنصت جيداً حتى تتمكن من تلخيص وجهة نظر المتحدث قبل أن تبدأ فى الإدلاء بما تريد .
4- لا تجلس متحفز للرد ، بل استرخى فى مجلسك على أمل أن تصل إلى ما تريد فلن تستطيع أن تنصت جيداً إذا شغلت ذهنك بالرد .
5- وجه بعض الأسئلة الاستيضاحية حتى تبدوا راغباً فى الاستماع لأفكار الغير ومتفهماً لوجهة نظرهم .
6- استخدم كل ما لديك من مهارات الاستفسار والاستماع الجيد .

الغضب عند المقاطعة والاستفسار :
يقصد بالغضب أن يصدر منك أقوال أو أفعال عند المقاطعة أو الاستفسار تؤدى إلى اتخاذ مواقف دفاعية أو رد فعل سلبى وينجم عنها تقليل فعالية الاتصال .
ولا شك أن المقاطعة أو الاستفسار أثناء الحديث تحتاج منك إلى نوع خاص من المعاملة إذ من الطبيعى أن نغضب إذا ما قوطعنا أو بدا أننا غير مفهومين للآخرين .

قواعد إرشادية :
1- استخدم التعليقات الغير مباشرة التى تنفس بها عن غضبك مثل : - لا تقلق بشأن هذه المسألة ، اعتقد أنها ستكون أكثر وضوحاً عندما انتهى من الحديث . – (بعد أن ينتهى المقاطع من تعليقه ) لم أشأ أن أستوقفك لأنى أعلم مدى اهتمامك بهذه المسألة ولكنى أعتقد أنه من المفضل أن يعطى كل منا الآخر فرصة كاملة للتعبير عن نفسه دون تدخل …… ما رأيك ؟ - والآن قبل أن ينتهى اجتماعنا أشعر أنى لم أكن واضحاً تماماً فيما قلت ، فهل لك أن تفهمنى بمفهومك ؟
2- إن مثل هذه التعليقات غير المباشرة تمكنك من معالجة المقاطعة بطريقة أقل هجوماً ، كما أنها تمكنك من توضيح الطريقة التى تفضلها فى الاتصالات مستقبلاً ، ثم أنه من قبيل اللياقة أن نسأل الغير عما فهمه بدلاً من اتهامه بعدم الفهم ، ومن المفضل دائماً ، ألا تظهر عدم استماعه لك بطريقة مجحفة بل عالج الموقف بحكمة مثل :
- يخيل ان اهتمامك بهذه المسألة هو الذى يدفعك لطلب المزيد من المعلومات وها أنا مستعد لزيادة الإيضاح .
- استخدم النغمة الهادئة المنخفضة للصوت عند صياغة الأسئلة .
- استخدام النغمة الاسستفسارية عندما نستوضح عن مدى فهم الطرف الآخر حتى لا يظن أنك تبكته .
- استخدم التلخيص وإعادة الصياغة حتى تزيد من مدى فهم الآخرين لك .
- توقف عن الحديث بين الفكرة والأخرى وانتظر برهة ثم تساءل عن مدى وضوحها .

5- الاستئثار بالحديث :
من المهم ترك للتعامل معك فرصة الحديث ، فلو أنك أمطرته بوابل من العبارات المتتالية ، فغلى جانب أنك تسلبه حق الكلمة ، فأنت تشعره أيضاً بعدم اهتمامك بما سيقول ، إن عدم مشاركة الآخرين فى الحديث لمدة طويلة يفقدهم الاهتمام ، فالمشاركة تثرى المناقشة والحوار ، كما يجب عليك ألا تنسى أنك بحاجة إلى أفكار الغير ومعلوماتهم حتى يمكنك اتخاذ القرارات الصائبة .

تخيل أنك جلست مستمعاً لمدة طويلة ثم سئلت عن رأيك ، ما الذى يحدث غالباً ؟ فى معظم الأحيان تكون الإجابة قصيرة لا توزيد عن " لا أعرف " أو " نعم " " هذا صحيح " لقد أدلى المتحدث باعديد من النقاط وطرق الكثير من المسائل والموضوعات حتى أنك لم تعد تتذكر شيئاً منها ، وفى أحسن الاحوال نقطة أو نقطتين ، تذكر هذا الموقف عندما لا تريد الإجابة التى تتلقاها عن " نعم " أو " لا " ثق أنك تحدثت كثيرً إلى الناس وليس معهم .

قواعد إرشادية
1- لا تعتل منبر الحديث وحدك .
2- استخدم الأسئلة المفتوحة التى تشجع الآخرين على الحديث .
3- ركزتعليقاتك ولا تكرر نفسك .
4- استعن بالامثلة والخكم الموجز التى تفيد فى توضح ما تريد .



6-اسئلة الاستدراج
الاسئلة الاستدراجية هى تلك الأسئلة التى تخلق المواقف الاضطرارية التى تشعر مستقبلها بالتآمر والغضب ، فهو يشعر بتآمرك لأن أسئلتك لم تترك له فرصة الاختيار فى الإجابة ، كما أنه سوف ينتبه للمصيدة التى تنصبها فلا تتوهم أنك أذكى من .
إن مثل هذه الأسئلة تؤدى بك إلى فقدان ثقة الآخرين وعدم اتفاقهم معك فيما تبديه من آراء وحلول ولو كانت صائبة ، ومن أمثلة تلك الأسئلة :
· الا توافقنى أن ضياع هذه الفرصة يرجع إلى الصعوبة التى واجهتكم فى تخطيط الوقت .
· أعتقد أنك لا تظن بى ذلك .
· لقد كانت غلطتك أليس كذلك .

قواعد إرشادية :
1- أخبر بما تريد فى عبارات صحيحة .
2- لا تكثر من الأسئلة المباشرة بل استعن بالأسئلة المفتوحة كلما أمكن ذلك .
3- لا تطلب موافقة الآخرين التلقائية على ما تطرحة من قضايا .
4- استعن بمهاراتك فى الاستماع الجيد .
5- احترس من المعوقات الأخرى التى قد تصحب اسئلة الاستدراج مثل ( اللوم ، التعالى ، العبارات التخصصية )
6- إليك بعض الأمثلة للاسترشاد .

7- التهكم والسخرية

يلجأ بعض الناس إلى التهكم والسخرية فى اتصالاتهم بالآخرين فيصدرون التعليقات التى تحمل فى مضمونها الاستهزاء بأفكار الغير أو ذكائهم ويعتقدون خطأ أنه لا غبار ولا خطأ ينجم عن تعليقاتهم هذا طالما أنها تمر فى موجة من موجات الضحك ، ولقد أثبتت بعض البحوث المبدئية أنه كلما زادت درجة الضحك التى يثرها التعليق الساخر زادت درجة الخنق والخوالغضب لدى الغير حتى إن لم يبدأ ذلك علانية ويظل متحفزاً إلى أن تأته الفرصة للرد واسترجاع كرامته .
ولا يعنى التزام التزمّت فى الاتصال بالآخرين وارتداء حلة رسمية كاملة ، بل من المفضل أحياناً التباسط فى الحيث بما يزيد الفهم المتبادل .

قواعد إرشادية :
1- تجنب السخرية تماماً .
2- عبر عما تريد فى عبارات بسيطة فى كلمات مباشرة .
3- ضع نفسك مكان الطرف الآخر وفكر فيما يمكن أن يكون عليه شعورك لو تهكم عليك أحد .
4- اسأل نفسك هل يمكننى أن أصيغ ملاحظاتى فى شكل عبارات أو أسئلة بعيدة عن السخرية ، وهل يمكننى توجيهها بطريقة جدية والقدرة على التعامل مع ما سوف يبديه من تعليقات ؟ إذا كانت إجابتك بالنفى فمن الأفضل أن تتناسى هذه الملاحظات .
5- إذا أردت استخدام الدعابة من قبيل التباسط مع الغير والتخفيف من قيود العلاقات الرسمية فعليك أن تحلل محتويات النكتة التى تنوى إطلاقها وما تقصده منها وهل تقصد من ورائها تغيير أمر معين ؟ أم أنك تسوقها لمجرد السخرية من شخص معين ؟ فيما يتعلق بالأمر فيمكنك أن تتبدأ بالدعابة بشرط أن تكون مناسبة للموقف ، أما فيما يتعلق بالأمر الثانى (مجرد السخرية ) فإننا نحيلك إلى البند الأول من هذه الوصفة العلاجية .


8- التركيز على الأخطء :
عندما يرتكب الناس خطأ أو يسيئون الحكم فى أحد المواقف فإنهم عادة ما يدركون ذلك ويفكرون فى طريقة أفضل لمعالجة الأمور فى المستقبل ، ولذلك فالإطالة فى ناقشة أخطائهم والتركيز والإصرار على إظهار حماقاتهم يؤدى إلأى مضايقتهم ، ومن الأفضل أن تجعل تحسين العلاقة فى المستقبل هدفاً لك ، فلا يفيد المتعامل معك فى شئ أن تركز على أخطائه بقدر ما يفيده اهتمامك بمعالجة الموقف .

قواعد إرشادية

1- ناقش الأخطاء بالقدر الذى يفيد فى المستقبل وليس بقدر التكرار أو الشماتة .
2- ركز على الاهتما بالمستقبل فى تعليقاتك .
3- تأكد من إلمامك بكل حقائق الموقف قبل التعليق .
4- تحاشى كلما أمكن مثل هذه العبارات : - أرجوا أن تكون قد تعلمت شيئاً الآن . – بالطبع أنت المسئول عن كل هذه المن اقشات . – أعتقد أنك تحققت من غلطتك الآن .

9- المجادلة
يندر أن تأتى المجادلة بنتائج بناءة ، فالمناقشات التى تنتهى دائماً بـ " أنت على حق وأنت على باطل " تفسد العلاقات الطيبة وتترك انطباعاً بعدم السعادة للالتقاء ، كلما أنها تقلل من احتمال عقد المقابلات ، فمن خصائص المجادلة أنها تقلل درجة الرشد عند كلا الطرفين وتزيد من تماسك كل منهما رأيه وتصلبه فى موقفه .

قواعد إرشادية
1- دع الطرف الآخر يفرغ الشحنة الكلامية التى بصدره مع مراعاة حسن الاستماع له حتى يمكنك أن تقلل من حدة توتره العصبى .
2- حدد نقاط الاتفاق ونقاط الاختلاف .
3- استخدم بعض الأسئلة الاستضاحية فقد تؤدى إلى تراجع الطرف الآخر عن موقفه .
4- اطلب بعض الأمثلة التى توضح النقاط التى يتمسك بها .
5- ركز حديثك على ما هو الصواب وليس من هو المحق .
6- استعن بالنموذج التالى الذى يساعدك على الاسترجاع :
وجهة نظرك

وجهة نظر
الطرف الآخر


الافتراضات
الحقائق
الامثلة
المشاعر
التجارب
الحتمية
بحث العناصر التى يتثبت عليها
كلا منهمــا



10- ممارسة بعض العادات المعوقة
كثيراً ما يصدر عنا بعض الأفعال أو الحركات أثناء الاستماع دون أن ندرى ، والواقع أن مثل هذه الحركات تخلق شعوراً من الضيق لدى المتحدث وتجعله يتردد فى الاستمرار فى الحديث وساء كنا على وعى بهذه الحركات أو غير واعين بها فإننا لا نستطيع أن نقدر مدى تأثيرها على الطرف الآخر وتحديد ما يغضبه وما لا يغضبه منها لاختلاف إدراك كل منا عن الآخر .
ومن أمثلة هذه الأفعال ما يلى :
· الإفراط فى طلب المكالمات الهاتفية مما يشعر المتحدث بعدم أهمية حديثه .
· السماح بدخول الآخرين بصورة متكررة يفقد الحديث خصوصيته مما يجعل المتحدث يتردد فى الاستمرار .
· محاولة ترتيب الأوراق والملفات التى على المكتب .
· تحويل النظر بعيداً عن المتحدث .
· الانشغال برسم الخطوط والأشكال العشوائية .
· العبث بشئ ما على المكتب ( الدبابيس / الأقلام / ……الخ )
· البلاهة فى تعبيرات الوجه ( التجهم أو الابتسام طوال فترة الحديث )
· كتابة بعض ما يقوله المتحدث ( وخاصة إذا لم تطلعه على سبب ذلك )
· التأرجح بالمقعد ( التأرجح بالمقعد من جانب لآخر أو من الأمام إلى الخلف ) .
· تكرار النظر إلى ساعة المعصم أو الحائط .

قواعد إرشادية
1- تمعن فى القائمة السابقة واسأل نفسك : - أى من هذه الأفعال يضايقنى إذا كنت متحدث ؟ - أى من هذه الأفعال يصدر منى .
2- تجنب الأفعال التى يبق أن حددتها فى إجابة السؤال الأول والثانى .
3- شارك الم تحدث فى حديثه بتوجيه بعض الأسئلة وقليل من المناقشة المجديه .
4- استرجع مهارات الاسترجاع الجيد .

وهناك معوقات أخرى للاتصال تتمثل فى :
1- عوائق تنظيمية : * عدم استقرار التنظيم : وما يتبعه من تغيرات ووتداخلات فى خطوط السلطة ، وعدم استقرار قنوات الاتصال . * اختلاف المستوى التنظيمى : حيث يؤدى إلى اختلاف قنوات الاتصال بين الرؤساء والمرؤوسين نتيجة لعوامل الخوف من الرئيس والكراهية ……الخ .
2- عوائق نفسية : وهى عوائق تتصل بـ : * ما فى داخل الفرد من عادات وقيم وتقاليد وما يحيط به من هذه الأمور . * كذلك الشعو ربمركب العظمة الذى ينتاب البعض الأمر الذى يجعلهم يرفضون تلقى المعلومات وتقبلها وعدم الاعتراف بالآخرين ومعلوماتهم وأفكارهم وأفعالهم وأرائهم . * التردد فى تقبل المعلومات غير السادرة حيث يميل المرؤوس إلى حجب المعلومات خشية مضايقة رئيسه أو من معه .
3- نقص الخبرة والكفاءة : من معوقات الاتصال داخل المنظمة افتقارها إلى أفراد متخصصين لوضع نظام سليم للاتصال يتناسب مع ظروفها .
4- التخصص : قد يستخدم المتخصصون فى المجال المعين إصلاحات فنية وعلمية يصعب على المرسل فهمها وهذا يؤدى إلى صراعات بينهم وبين غير المتخصصين .
5- عوائق فنية : تنشأ هذه المعوقات نتيجة قصور عنصر أو آخر من عناصر عمليةو الاتصال ومن أمثلة هذه المعوقات :
· عدم قدرة المرسل على تحديد هدف واضح لعملية الاتصال .
· عدم قدرة المرسل على نقل موضوع الاتصال إلى المرسل إليه .
· عدم قدرة المرسل على اختيار وسيلة الاتصال المناسبة .
· اتمام عملية الاتصال فى وقت غير مناسب .



المآزق الشائعة للاتصال
غموض الهدف :
بمعنى أن المرسل لا يعرف بالضبط هدفه من الاتصال ، فقد يركز على مجرد الفضفضة عن نفسه أو ( إراحة شئ من على صدره ) فلديه شعو رغامض بأن إقامة رابطة من نوع ما سوف تخدم الهدف بشكل ما ، وأحد الأغراض التى تنبئ عن وجود هذا الشعور الغامض هى أن يبدأ المرسل هذه البداية : ( علينا أن نعقد اجتماع أو يجب أن نصدر كتاب ) ، ( آن الأوان لتطبع نشرة أخرى ) فالاهتمام الحقيقى للمرسل يجب أن يكون هل هناك رسالة ؟) .

الاستخفاف بالمستقبل :
أى اعتباره أمراً مسلماً به وبديهياً سواء من حيث دروه فى الموقف ورغبته فى الإنصات ، واهتمامه بالرسالة ، وقدرته على الفهم ، ومقدرته على التصرف وعدم إشغال وقته بمهام أخرى غير موضوع الرسالة .

التوقع المبالغ فيه :
لقد عرفنا الاتصلا بأنه عملية تنتهى بتلقى المستقبل للرسالة فإذا كان هدف المرسل هو مجرد تعريف المستقبل أو إخباره بشئ ، فإن هدفه يكون قد تحقق بتسلم المستقبل للرسالة ، أما إذا كان هدف المرسل هو أن يحصل على موافقة المستقبل على أمراً ما أو أن يقوم المستقبل بأداء عمل ما ، فإن هناك عوامل أخرى ينبغىأخذها فى الاعتبار نية الاتصال جزءاً من عملية ( بيع شئ ) ، فإخفاق البيع يمكن أن يكون راجع إلى فشل الاتصال وقد يكون راجعاً إلى عوامل أخرى ، فالمستقبل قد يتسلم رسالة واضحة لا يشوبها أى تشويش أو تخريف بحيث يفهم مضمونها فهماً تاماً ، ومع ذلك فإنه لا يقتنع بها ولا يعمل وفقاً لها .


الوصايا العشر للاستماع الفعال
1- عند الاستماع يجب أن تبحث عن مجالات الاهتمام ومغزى الحديث .
2- اهتم بمحتوى الحديث أكثر من اهتمامك بطريقة المتحدث .
3- لا تتعجل بالتقييم ولا تقاطع المتحدث .
4- أنصت إلى الفكار الرئيسية فى الحديث .
5- كن مرناً مع كل متحدث وتقبل أسلوبه .
6- تعمد الانصات وتفرغ للحديث بكل حواسك .
7- قاوم التشتت وابتعد عن مصادر الضوضاء .
8- درب عقلك على التركيز .
9- كن يقظا ًوابتعد عن الانفعال .
10- حاول أن تفكر بصورة أسرع من الحديث .

خطوات الاسترجاع
· عندما تقترب من مرحلة الغضب توقف عن الحديث ثم حاول أن تعيد صياغة موقف الطرف الآخر والنقاط التى يثيرها .
· اطلب من الطرف الآخر تلخيص للنقاط التى سمعها منك .
· استرجع العناصر التى ساهمت فى موقف كل منكما فالمراجعة تزيد المسائل وضوحاً وتقلل من حدة المعارضة .
· عند مناقشة أكثر النقاط خلافاً بينكما سلم فرضاً بصحتها ، نفترض أن " طارق نور " لم يخبرك بهذا فما هى العناصر الأخرى التى ساهمت فى هذا الموقف ، فالتسليم الجدلى بصحة هذه المسألة يساعدك فى تحاشى استمرار تكرارها واستكمال الصورة الكلية للموقف .
· لا تقتصر مناقشتك على مجرد السؤال عن العوامل التى أدت إلى خلق الموقف بل اطلب توصيات الطرف الآخر والحلول التى يراها حتى تقلل من التعليقات السطحية .
· عندما تسنح الفرصة أطلب من الطرف الآخر تخمينه أو تفسيره لموقفك لكى تتمكن من معرفة الخلفية التى يتحدث منها فربما يرجع الخلاف بينكما إلى افتراضات خاطئة أو قصور فى المعلومات .